أزمة العقل الاسلامي, أو العقل الاسلامي في غيبوبة , أو نقد العقل الاسلامي , او ملاحظات حول العقل الاسلامي , كل هذه العناوين تهدف الى الاضاءة على إشكاليات مطروحة في الساحة العربية  , والساحة اللبنانية عموما وفي الساحة الاسلامية خصوصا , طُرحت هذه الاسئلة الاشكالية في الآونة الاخيرة , أي منذ إندلاع شرارة الثورات العربية , أو منذ إنبلاج فجر الحرية العربية لدى شعوب حلمت بعيش كريم منذ عقود , بل ان هذه الشعوب لم تعرف كرامة الانسان عند إنظمتها الا في الاحلام , هذه الشعوب العربية التي ديسَت كرامتها باسم النضال والجهاد والتحرير , واستُلبت حريتها وكل حقوقها الانسانية والاجتماعية تحت شعار مواجهة المؤامرة الامبريالية والحفاظ على مقدسات قدستها الانظمة والناس معاً...مع إقرارنا بأن هناك قضايا عربية وإسلامية محقة وعلى رأسها قضية فلسطين السليبة , وقضية إحتلال أجزاء من لبنان الحبيب , الى ما هنالك من أدلة حسيّة ووجدانية وبديهية وغيرها وغيرها على ان الانسان العربي هو عبارة عن أكباش يضحي بها الزعيم العربي من أجل مصالحه الشخصية , او مصلحة مشغليه .

بعد هذه المقدمة السريعة ندخل في الموضوع الاشكالي الذي نتعرّض له , وهو موضوع حرية التعبير والنقد , وكيف أن العقل الاسلامي يُعطي نفسه الحق المطلق بأن يعبّر عما يريد وكيفما يريد , وينتقد كل شيء لا يعجبه او لا يصبُ في مصلحته التي يحددها هو بعيدا عن مصالح للآخرين , فلا يحق لأحد أن ينتقد سلوكيات العقل الاسلامي بل هو الذي ينتقد فقط , لا يحق لأحد أن يعبر عن ما يراه , بل هو فقط الذي يحق له أن يعبر , وأكثر من ذلك , إنه يتجرأ على إتهام مخالفيه بكل أنواع التهم , ولا يتورع عن الشتم بأقذع الالفاظ التي يرفضها العقل الديني بالاساس , وهذا ما نراه ويراه الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بكل وضوح ووقاحة , من نشر صورٍ لأشخاص مثقفين ومفكرين ورجال دين وسياسيين وإعلاميين , والتعليق على صورهم شتما وإتهاما وتحريضا على قتلهم وهدرِ دمهم , انما يدل هذا على أن العقل الاسلامي وأتباعه في أزمة كبيرة , وأهمها أزمة أخلاقية تتعارض مع ما يحملونه من شعارات دينية اسلامية , وايضا تتعارض مع جوهر ما يدعون أنهم يقاتلون من أجله , ألا وهو كرامة الانسان وحريته .

نعتذر من الحرية والعدالة والكرامة ونقول إن الاسلام قد شوهه مَن حمله لأنه يستعمله فقط لأغراض سلطوية , والله لا وجود له في حساباتهم ...

السيد ياسر ابراهيم