العمل قبل كل شيء على مساعدة الدولة لكي تكون دولة حقيقية وواقعية وليس شكلا كما هو الواقع الآن , وهذه هي المواجهة الحقيقية للعدو , وبغير هذا نقدم للعدو خدمة مجانية.
 

لا ننكر حق لبنان بالدفاع عن نفسه بوجه أي إعتداء , سواء من الخارج  أو من الداخل , حيث أن هذا الحق يدخل ضمن إطار مفهوم السيادة لأي دولة في العالم التي تعتبر حقيقة سياسية معترف بها كجزء من المجتمع الدولي   ومفهوم قانوني  خاضعة لمنظومة القانون الدولي , لها الحق بأن تمارس سيادتها على جميع أراضيها وعلى جميع مواطنيها بالاضافة إلى جميع الاشخاص المقيمين على أراضيها , أيضا للدولة حق إنشاء علاقات مع أي دولة تريد , وأن تقطع علاقة مع أي دولة تريد , وهي صاحبة السيادة السياسية والقانونية , ولا يحق لأحد أن يملي عليها شيئا لا تريده , ولا تخضع لسيادة أعلى منها . 
وعندما نتحدث عن السيادة يعني ذلك أن للدولة الحق المطلق بممارسة سيادتها بالتشريع والمحاسبة وتنفيذ القوانين , ووحدها تملك شرعية القوة , لأن هذه القوة مفوضة لها من الشعب مقابل تأمين الامن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للناس , وتقديم ما يلزم لمصلحة الناس . 
فأين السيادة في لبنان ؟ بل أين الدولة في لبنان ؟ 
لبنان دولة فاقدة للسيادة لأنها لا تملك قرار فرض سيطرتها على كامل أراضيها , ومنقوصة السيادة لأنها تحتضن داخلها سلطات دينية تمارس جزءا من السيادة على أتباعها , وهذا مناقض للسيادة المطلقة التي هي شرط قيام الدولة  كمفهوم قانوني , والانكى من ذلك كله أن الدولة تخاف أن تمارس سيادتها لأن فيها أحزابا ترفض ذلك , فأين مفهوم السيادة الذي يتحدثون عن خرقه وعن ضرورة الحفاظ عليه ؟ 
الدولة اللبنانية هي دول متعددة متفرعة عن مجتمعات متعددة لكل مجتمع ثقافته الخاصة التي ترفض الثقافة الاخرى ولا تتعايش معها  , وإن تعايشت معها فبسبب الخوف والرعب , أو بسبب تقاطع المصالح المؤقتة .
كل هذا يعني أننا بحاجة إلى مراجعة مفهوم الدولة , والتفكير بآليات  حصر السيادة بالسلطة السياسية والقانونية ولحظتئذٍ نبدأ ببناء الدولة التي تهتم بوظيفتها الاساسية وهي تأمين الأمن العام للمواطنين , أو إعادة الدولة إلى وظيفها  بعد تهميشها وإبعادها عن دورها .
هذا التفكك في بنية الدولة الذي سببه تفكك البنية التحتية الاجتماعية  هو سبب لأطماع العدو للنيل من سيادة لبنان , وهذا التفكك ليس جديدا , بل قد ترافق مع التأسيس الاول للدولة , فلا بد من العمل قبل كل شيء على مساعدة الدولة لكي تكون دولة حقيقية وواقعية وليس شكلا كما هو الواقع الآن , وهذه هي المواجهة الحقيقية للعدو , وبغير هذا ( تقوية الدولة ) نقدم للعدو خدمة مجانية.