مرّة جديدة يدفع اللبنانيون حياتهم ثمناً لانتمائهم البائس لشبه دولة لم تؤمن لهم سبل العيش الكريم في وطنهم الأم، فهربوا من القهر الذي يمارسه النظام السياسي الطائفي المتحكم في شؤون بلدهم، هربوا عسى أن يستطيعوا تأمين لقمة عيشهم بكرامة بعيداً عن سياسة الإذلال التي يمارسها أمراء الحرب على لبنان، إلا أن لعنة الوطن الممزق لحقت بهم حيثما هربوا، وكأن الشقاء كُتب على اللبناني أينما ذهب. فقد لقى 17 شخصاً لبنانياً حتفهم في حادثة غرق العبارة التي كانت تنقل مهاجرين ومن بينهم عائلات لبنانية من بلدة قبعيت في عكار، في بحر اندونيسيا وكانت وجهتها الشواطىء الاسترالية.

وأفادت معلومات بأن سبب غرق العبارة هو اصطدامها بصخرة كبيرة، وناشد أهالي قبعيت المسؤولين ووزارة الخارجية العمل لاعطائهم المعلومات لكشف ما حصل والعمل لاستعادة الجثث.

وعرف من الضحايا: عائلة حسين خضر بأكملها التي تضم تسعة أشخاص والتي نجا من بينهم الزوج فقط، وهم: كوثر الزوجة، والأبناء ريم، وفاء، رواء، رنا، ملاك، مريم، علي واحمد، وعائلة اسعد علي اسعد الذي نجا فيما توفي كل من زوجته ريا وأبناؤه الاطفال تانيا، مايا وعلي، اضافة الى وفاة منال علي حمزة، محمد جديد وبسام وابتسام عثمان.

وأوردت معلومات صحفية أن شخصاً يدعو ابو صالح  قبض من المهاجرين مبلغاً وصل إلى نحو عشرة آلاف دولار أميركي لتأمين انتقالهم بطريقة غير شرعية إلى استراليا عن طريق بحر اندونيسيا فغرق القارب بهم.
من جهته، أفاد المواطن ابو علي، أحد الناجين اللبنانيين من السفينة التي غرقت في المياه الاقليمية في اندونيسيا، ان عدد المسافرين الذي كانوا على متن السفينة هم ما بين 73 و80 شخصاً من جنسيات مختلفة  اكثريتهم من اللبنانيين.
وأكد غرق 20 لبنانياً من الأطفال والنساء، مشيراً إلى ان الناجين هم الذين سبحوا من مكان غرق السفينة الى جزيرة قريبة ولم يأت أحد لإنقاذهم، لافتاً الى أن الناجين موجودون الآن في منازل مواطنين اندونسيين.
هذا ولفت رئيس بلدية قبعيت الى ان السفينة المنكوبة كانت تقل لبنانيين مهاجرين عن طريق التهريب من اندونيسيا الى استراليا والناجون 7 او 8 أشخاص.

من جهة أخرى، أعلنت القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في اندونيسيا جوانا ماريا القزي في حديث تلفزيوني أن المركب الذي غرق قبالة سواحل أندونيسيا كان يقل 80 شخصاً توفي منهم 15 مجهولي الهوية، مشيرة الى ان البحث جار عن ناجين، موضحة ان الوصول الى مكان غرق الباخرة يحتاج الى اكثر من 10 ساعات.

بينما يتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمور الباخرة التي غرقت في بحر إندونيسيا، كما يقوم بالإتصالات اللاّزمة مع المعنيين بهذا الملف. وأجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إتصالا بالأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير وفيق رحيمي وطلب منه إجراء الاتصالات الدبلوماسية اللازمة بشان قضية اللبنانيين الذين كانوا على متن الباخرة التي غرقت قبالة اندونيسيا.كما طلب ميقاتي من بعثة لبنان في اندونيسيا متابعة الموضوع ميدانياً ومع السلطات الاندونيسية المختصة.