لا زال الربيع العربي يكمل جولته على البلاد العربية، وها قد وصلت نسائمه الدامية متأخرةً إلى السودان، فقتل 27 شخصاً على الأقل في العاصمة السودانية الخرطوم خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين رافضين لقرار حكومي برفع الدعم عن الوقود.

وأشارت مصادر طبيةإلى أن مستشفى أم درمان في الخرطوم  تسلمت 21 جثة قتلوا بالرصاص في منطقة أم درمان. وأضافت أن 60 شخصاً على الأقل نقلوا للمستشفى يوم أمس الأربعاء ويتلقون العلاج من إصابات في الرأس والبطن والصدر والأطراف.

وأفادت مصادر صحفية بأن هدوءاً نسبياً يسود المدينة من صباح الخميس بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات التي خلفت 27 قتيلاً على الأقل.

وكانت الاحتجاجات قد بدأت الاثنين بعدما قررت الحكومة إلغاء دعم أسعار المحروقات

وردّد المتظاهرون عدة شعارات مناهضة للحكومة، هذا وعززت قوات الأمن السودانية انتشارها في شوارع الخرطوم التي بدأت تستعيد إيقاعها المعتاد.

وكانت اشتباكات متفرقة قد وقعت طوال ليل الثلاثاء بين محتجين والقوات الأمنية في مناطق متفرقة بالعاصمة الخرطوم وعدد من المناطق الأخرى، وقالت الشرطة السودانية في بيان لها إن من وصفتهم بالمندسين استغلوا الاحتجاجات وأحرقوا ممتلكات المواطنين.

وتجدر الإشارة إلى أن الاقتصاد السوداني يواجه مشاكل منذ انفصال جنوب السودان عام 2011.وإجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة السودانية أخيراً ضاعفت أسعار الوقود وأضرت كثيراً بذوي الدخل المحدود.

وقال دبلوماسيون دوليون إن الرئيس السوادني عمر البشير، المطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب، ألغى رحلة مقررة لحضور الجمعية العام اللأمم المتحدة في نيويورك. ودافع البشير عن إجراءات التقشف قائلا إن البديل الوحيد هو انهيار الاقتصاد، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.