استكملت القوى الأمنية يوم امس انتشارها في الضاحية الجنوبية في اطار خطتها التي كانت قد بداتها اول امس .
 والحقيقة .. اننا كشعب لبناني ، وخلال لحظات الانتشار، كنا كمن يتابع وقائع فيلم بوليسي ،  بكل ما للكلمة من معنى . ٨٥٠ عنصرا بين جيش وقوى امن داخلي وامن عام ، تدخل بما يشبه الاقتحام مناطق الضاحية ، الحواجز الحزبية تخلي نقاطها ، شاشات التلفزة تنقل الخبر العاجل على الهواء .. الهواتف النقالة أيضاً .. وبعدها بوقت قصير ، يترجل وزير الداخلية ليعلن استتباب الامور والسيطرة على الأوضاع .. 
لدقائق معدودة ، يشعر المرء وكان تلك المنطقة كانت محتلة او هي بقعة خارج لبنان وأقدمت الدولة بكل قواها المبجلة على تحريرها وإعادتها الى كنفها ..
والسؤال الذي يفرض نفسه بعد كل هذا العمل المسرحي .. هل فعلا اصبحت الضاحية في كنف الدولة ؟؟  ام كما يتم التندر وإطلاق النكات :  ًاهلا  .. الدولة في كنف الصاحية ً .  
لعلها من حيث الشكل مادة جديدة من مواد التراشق وإطلاق التهم بين الفريقين الإذاريين ، ولكنها في الواقع تطرح إشكالية حول مدى اقتناع او صدقية حزب الله بان يسلم امر منطقة هي قلعة من قلاع مقاومته ، الى دولة بالنسبة له .. ضعيفة وعاجزة ، في ظل ما يرى انه يتهدد تلك المنطقة من اخطار صهيونية وخطط أميركية وخليجية ، هذا فضلا عما يحيكه خصوم الداخل ،  ًالعملاء ً ،  المراهنون على الخارج والمؤتمرون بأوامره .. 
ومن هنا لا يغدو مجرد كيل اتهامات ما تطلقه بعض المواقف من ان حدود عمل القوى الأمنية سوف لن يتخطى دور الحرس لمداخل الضاحية ، لمراقبة الداخل اليها والخارج منها وخصوصا التكفيريين ، بالاضافة طبعا الى فض اشتباك من هنا ، وخلاف من هناك بين هذه العائلة او تلك .. فيما تبقى مسالة متابعة ومراقبة الامن الفعلي والحقيقى لما تمثله الضاحية ، في يد حزب الله ، وما يقرره الحاج وفيق صفا  . 
وعليه تضع  ًبروباغندا ً انتشار القوى الأمنية في الضاحية الجنوبية ، من جديد ، شعار هيبة الدولة ومركزية القرار الامني ، على المحك ، في الوقت الذي تتطلب هذه الهيبة إجماعا وطنيا عاما ، يقف على راسه حزب الله تحديدا ، وهو ما يتطلع اللبنانيون الى حدوثه يوما ما ...