هل يقدم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالتكافل والتضامن مع الرئيس المكلف تمام سلام على اعلان  حكومة الثلاث ثمانيات بعد عودته من نيويورك ؟؟  سؤال طرح بكثافة في كواليس العديد من الأوساط السياسية المراقبة خلال الساعات القليلة الماضية ، بعد الأنباء التي نقلها زوار القصر الجمهوري من ان الرئيس سليمان حسم الامر هذه المرة وبات على اقتناع تام والرئيس سلام من ان الحكومة لا يمكن ان تتشكل الا وفق هذه الصيغة وان البلاد ما عادت قادرة على تحمل عبء الفراغ القاتل ،  خصوصا في ظل تدفق اعداد اللاجئين السوريين الى لبنان ، وما يرتبه من تداعيات اقتصادية واجتماعية لا طاقة للبنان على استيعابها . وتعول هذه الاوساط على ما ستقرره نقاشات طاولة المجموعة الدولية من اجل لبنان في نيويورك حول ملف اللاجئين ، بالرغم مما تسربه بعض مصادر المعلومات من ان مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة سوف تقدم على خفض قيمة مساعداتها الغذائية للاجئين السوريين ، اعتبارا من الشهر المقبل ، ما يعني عمليا وقف المساعدات لاكثر من ربع اللاجئين المسجلين في لبنان .  وتبدي الأوساط عينها خشية إزاء اية خطوة محتملة قد يقدم عليها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف حيال الملف الحكومي ، الا اذا كان الرئيس سليمان قد تلقى إشارات وتطمينات معينة تصب في المسار الإيجابي لهذا الملف ، وبالتالي فهي ستتبلور على هامش اجتماعات نيويورك مع بعض رؤساء الدول المعنية بالوضع اللبناني  .  واذا كانت عقدة شكل الحكومة العتيدة قد حسمت - بحسب تلك الأوساط - فان عقدا كثيرة اخرى لا تزال في طريقها،  وهي أصعب بما لا يقاس من مسالة الشكل ، وأولها كيفية الاتفاق على البيان الوزاري والنقاط الخلافية حوله المتمثلة بثلاثية  ًالجيش والشعب والمقاومة  ً والتي يبدو انه من المستحيل عل حزب الله ان يقدم تنازلا حيالها ، هذا فضلا عن اعلان بعبدا الذي يصر الرئيس سليمان وقوى ١٤ اذار على ان يكون قاعدة أساسية للبيان الوزاري المقبل ، فيما كان سبق لحزب الله ان اسقطه من حسابه بالكامل وأعلنه حبرا على ورق .. وتلفت الأوساط المراقبة في هذا السياق الى موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي لا يزال غير محسوم حتى الان في اي اتجاه سيكون ، وتربط موقف جنبلاط ببوصلة وحركة الاتصالات على المستوى الاقليمي وما يمكن ان يسفر عن لقاء القمة المرتقب ، والذي وصف بالتاريخي ، بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني والذي سيؤسس بحسب المراقبين لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين ، ستترك حكما بصماتها على مجمل الأوضاع في المنطقة ، بدءا براس هرم المعضلات الا وهي الأزمة السورية ، وصولا الى الفروع والتي يشكل لبنان احداها . وفضلا عن اللقاء السعودي الإيراني تدعو هذه الأوساط الى تتبع حركة الاتصالات الخفية على خط واشنطن - ايران والتي يقال انها تأتي في سياق التحضير لتسوية ما بين البلدين ، تضع حدا لحال العداء بينهما ، وترسي رزمة تفاهمات حول العديد من القضايا المختلف عليها، بدءا من البرنامج النووي ومسألة العقوبات على ايران ، وانتهاء بأزمات وصراعات المنطقة والتي يتصدرها الصراع السوري ، وبالتالي مهما تفتقت عبقريات الداخل عن صيغ ومبادرات ، فان مربط الخيل ليس عندنا ... بل في الخارج .. وما علينا مع الأسف .. سوى الانتظار .