يقف الحزب الشيوعي اللبناني على اطلال جبهة المقاومة اللبنانية راثياً لحاله بعد أن فقد دوره الطليعي في عمل عسكري دفع ثمن أكلافه من أكباد المنتسبين اليه ولم يستطع استثماره بطريقة ناجحة وناجعة كما فعل اللاحقون له بخيار المقاومة . كان عداء الحزب لسورية جريمة قومية أوصلته الى" زنزنة" قيادته, ووضع دوره في براد الميتين , ومن ثمَ جاء تأييده لسورية لعنة لم تمكنه من الاستثمار وزارياً ونيابياً نتيجة شكوك في الانتماء, وتوهين له من قبل حلفاء النظام السوري الذين تعاملوا معه بطريقة خدماتية ,لا بطريقة محاصصاتية تجعله راكباً في بواسطة رئيس مجلس النوَاب . حاول أن يكون وسطياً بعد أن لحس المبرد السوري, الا أنَ طبيعة الانقسام السياسي جعلت من وسطيته تطرفاً لحساب الثامن من آذار, ولم يفلح في تكوين الجبهة الثالثة, كما حاول من قبله الرئيس سليم الحصَ , وبالتالي أنتسى سياسياً الحزب الشيوعي, نتيجة اختلافاته الداخلية التي أدَت الى تصدَع في الهرم القيادي, والى زعزعة استقرار كتلته الحزبية ,وتفشي المرض الطائفي داخل المؤسسة الحزبية, واستلحاقها بالمشروعات الطائفية البديلة عن المشروعات الوطنية لحظة سقوط تجاربها في الحفر الداخلية ,وفي انسحابها الطوعي من المواجهة المباشرة, لحظة مباشرة العدو لعدوانه المتكرر على لبنان .ومع تفشي الأمراض الاقتصادية وارتفاع منسوبات الفقر والعوز والجوع في لبنان ,بقيَ الحزب الشيوعي ساكناً غرف نومه, ولم يتحرك رغم الدعوات الاشتراكية, والضرورات الماركسية التي تحثه على لعب دور تاريخي ينقل من خلاله المجتمعات من طور الى طور آخر. لم يعد حزب الطبقة العاملة المفقودة في لبنان بقادر على التعاطي حتى مع أفكاره وتطلعاتىه الايديولوجية, وبات حبيس سياسة المراوحة وفق منظومة مصالح شخصية ضيَقة تتناسب مع مصالح القيادات الوارثة للزعامة الحزبية, وكل بحسب قدرته, وكل بحسب حاجته . يحتفل الحزب الشيوعي في عيد جبهة المقاومة الوطنية بموته السياسي السريري بوسائط تدلَ على أزمة الحزب ومأزقه في مرحلة متاحة للماركسية في استحضار أدواتها التاريخية للحفر عميقاً في قاعنا العربي واللبناني لاخراج المجتمعات من ظلماتها باعتبارها الحل الآخر لمشكلات الرأسمالية التي تسيطر علينا بأثقالها كافة . فتح لنا 16أيلول باباً مغلقاً على حزب آل على نفسه أن يبقى خارج السياق التاريخي رغم ايمانه باللحظة التاريخية لاحداث ثورته التغيرية , وتحوَل الى حزب متماه مع الدين الى حدَ الكفر بالالحاد الذي آمن به لاخراح الناس من كهف العبودية الالهية الى رحابة الحرية البشرية . 16أيلول دعوة الى التجديد في البُنى الحزبية لاستدراك الهوية الاشتراكية الضائعة في سمات سياسية جعلت من حزبيين جماعة برجوازية كان الحزب وسياسات الأسواق مجالا خصباً لثراء طبقة منتمية الى الشجرة الحزبية.