الاسلام ليست له مواقف سلبية اتجاه الاخرين و ليس الاسلام عدوا  للشعوب   الاخرى   غير    الاسلامية  لا سيما في اوروبا و اميركا , بل الاسلام يرفض سياسة الانظمة في العالم التي تقوم على اضطهاد شعوبها او شعوب غيرها سياسيا و اعلاميا و اقتصاديا و ثقافيا و اجتماعيا .

     فالاسلام يرفض الارهاب ليس فقط ضد المسلمين بل يرفض الاسلام ايضا الارهاب ضد المسيحيين و غيرهم , و يمتاز الاسلام بانه دين عالمي يدعو اتباعه الى تحقيق العدالة و رفض الظلم في الارض و هذا مما جعله يصطدم مع الانظمة الطاغية و الحاكمة في العالم .

  و المسلمون هم اكثر تضررا من ظاهرة الارهاب لانها دخلت الى بلدانهم و اوطانهم و عاثت فيها فسادا و قتلا و خرابا , و من ينظر الى فلسطين و افغانستان و العراق و سوريا و مصر و الجزائر و ليبيا و لبنان و غيرها يجد بان الارهاب ادخل الرعب الى الجميع .

   الارهاب الدولي هو اخطر بكثير من المجموعات الارهابية التي تعمل بشكل فردي , فهناك كثير من الحركات الاسلامية تعيش تطرفا في الثقافة الاسلامية و السياسية و مدعومة من قبل الدول الاستكبارية مما تؤثر هذه على مسيرة هذه الحركات و قرارها و تدفعها الى المزيد من الارهاب و الانحراف من اجل تشويه الاسلام و ادخال الازمات الى بلاد المسلمين .

   الغرب و امريكا مسؤولون عن التطرف و الارهاب لانهم و قفوا في وجه الاسلام المعتدل و احتضنوا الظروف الدافعة الى التطرف و الارهاب .

  اصبح الارهاب و ظيفة لتنفيذ استراتيجيات دولية كبرى في الدول الضعيفة , و هنا نحن نرى كيف انه بحجة الارهاب تمارس امريكا الغزو للعالم , و احداث 11 ايلول التي حصلت في اميركا سنة 2001 تدور حولها شكوك , و التي يمكن ان تكون من صناعة الاستخبارات الامريكية من اجل غزو افغانستان وغيرها و الكل يعلم ان جماعات الجهاد المتهمة بصنع احداث 11 ايلول كانت مدعومة من قبل امريكا , كما ان امريكا اتهمت العراق بامتلاكه لاسلحة الدمار الشامل فغزته تحت هذه الذريعة و تبين لاحقا انه لا توجد اسلحة دمار شامل لديه لكن ارادوا من هذه التهمة التبرير لعملية الغزو له فامريكا لا تنظر الى ارهابها الذي تسبب بقتل مئات الالوف في العراق و في افغانستان و قبلها في الفيتنام و ايضا ضرب القنبلة الذرية في هيروشيما التي تسببت بمقتل مالا يقل عن مائتي و خمسين الف انسان و غير ذلك , و نحن حين نقول الارهاب الامريكي لا نستثني ارهاب غيرها من بعض الدول الاخرى .

 الارهاب الحاصل الآن في البلاد العربية و الاسلامية لا سيما في فلسطين من قبل الدولة الارهابية اسرائيل , و ما يحصل في العراق و سوريا هو ارهاب بتنظيم دولي و يتم دعمه عبر مراكز استخبارات عالمية دولية , و لا بد و ان تتحمل الشعوب و الطبقات المثقفة المسؤولية في هذه الدول حتى لا تنتخب فيها حكاما يدفعون بالارهاب نحو الشعوب الاخرى , لذا فالمجتمع الدولي يظهر نفسه انه المدافع عن حقوق الانسان و لكنه يعمل في الخفاء على ارهاب الشعوب و تدمير ارادتها و تطويعها و تعبيدها , فهناك ترابط بين انتشار الارهاب على الساحة العربية و الاسلامية و بين المشروع الامريكي حول نشر الفوضى الخلاقة , و التي يراد منها اعادة تكوين المجتمعات بصورة اكثر تناقضا و ماساوية و تعيش المزيد من الانقسام . و لا نخفي حقيقة ان المسلمين مهدوا للتدخل الغربي و الصهيوني في حياتهم نتيجة الفوضى التي يعيشونها في مجتمعاتهم و دولهم و علاقاتهم ببعضهم البعض , فالانقسام تحول الى عداوة واستطاع الغرب ان يستفيد من التناقضات بين المسلمين , و كان من المفترض ان يتم تنظيمها و خاصة الخلافات المذهبية لكي لا تستغل كما هو حاصل .

لا بد للمسلمين ان يحددوا و يصنعوا هم علاقتهم مع الغرب , فانهم بذلك يؤثرون في الشعوب الغربية فالانسان الغربي ينظر الى العرب و المسلمين دون ان يحترمهم لانه يعتبرهم رعايا لدى دوله , و انهم لا يحسنون ان يعيشوا بعيدا عن حضارة الغرب , و لا يستطيعون ان يعالجوا مشاكلهم بانفسهم دون الرجوع الى امريكا و اوروبا , فاي قيمة بعد و أي نظرة سليمة ستقدمها الشعوب الغربية للمسلمين , فعلى المسلمين ان يبداوا مسيرة التغيير بانفسهم و خاصة على مستوى ثقافتهم و التي تم غزوها منذ مئات السنين بالافكار المنحرفة , فلا بد من السعي لتحقيق ثقافة الاسلام الاصيلة و القائمة على الحوار و الدعوة الى الوحدة و معالجة المشاكل و تقديم الصورة الصحيحة عن الاسلام حتى يمكن دعوة الشعوب الغربية الى الانفتاح على الاسلام المعتدل و ان تعيد قراءتها لسياسة دولها مع المسلمين و يدفعها ذلك نحو التغيير و الاعتدال  , فالغرب يتحمل الكثير من المسؤولية عن الاوضاع الماساوية في البلاد الاسلامية و العربية لانها في الاغلب تخضع لدعمه و توجيهه و اخيرا تقع مسؤولية كبرى على المسلمين في ان يبينوا حقيقة الاسلام للشعوب غير الاسلامية انه دين خير و صلاح للمجتمعات البشرية .

امام مسجد الامام شرف الدين (قده) – صور فضيلة الشيخ حسين اسماعيل