بينما تتراوح الضربة العسكرية الأمريكية على سوريا بين تأجيل وتأجيل، وبين موعدٍ لا يتحقق وموعد آخر لا يدري أحد إن كان سيتحقق أم لا، يتحوّل الجوّ الدولي بين ليلة وضحاها من مرحلة الضربة إلى مرحلة المفاوضات، فهل قبلت سوريا فعلاً بأحد هذه المفاوضات، أم أن هدفها هو كسب الوقت لا أكثر ولا أقل..؟؟

حاول الإعلامي وليد عبود في برنامج "بموضوعية" أن يضيء بموضوعية على هذه المواضيع مع ضيوفه: السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين، المستشار في الكونغرس الأمريكي الأستاذ فارس، عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر وعضو تكتل التغيير والإصلاح النائب حكمت ديب.

أكد السفير الروسي ألكسندر زاسبكين على أن المجموعات المسلحة هي من استخدم الكيميائي في خطوة استفزازية في سوريا، والجيش النظامي كان متقدماً ميدانياً وليس بحاجة لاستخدام الكيميائي، ورأى في تجنّب الضربة العسكرية إنقاذاً لحياة البشر، ويجب التوصّل إلى اتفاق بأسرع وقت. مُعلناً رفض روسيا مناقشة مصير الأسد لأن ذلك من شأن الشعب السوري، وأشار إلى أن الائتلاف السوري لم يوافق حتى الآن على المشاركة في جينيف-2.

بينما أكد المستشار في الكونغرس الأمريكي الأستاذ وليد فارس على أن سبب قلق أوباما وتردده هو الوضع الداخلي الأمريكي وليس المشروع الروسي أو تهديدات الأسد وإيران، فنحن على بعد أشهر قليلة من بدئ حملات الانتخابات الوسطية في العام المقبل. ولفت إلى أن عدم تأييد الضربة بسبب عدم وضوح أجندة وعدم وضوح من يمثل المعارضة، وهناك كُتَل لديها تخوّف حول من سيحكم بعد الأسد ومن إمكانية أن يأتي من هو أخطر منه.

ورأى النائب خالد الضاهر أن الأسد وصل إلى مأزق كبير لذلك قبل بهذا العرض المغري وهو تسليم سلاحه الكيميائي، وعندما يقبل النظام بتسليم أسلحته الكيميائية هذا اعتراف ضمني بأنه يمتلكها واستعملها، وأشار إلى أن الفريق الآخر يريد تبرئة النظام السوري ويربط مصيره به، وكشف الضاهر أن منقارة أطلِق سراحه عندما أعلن الولاء لملك المقاومة في لبنان، والشيخ عمر بكري تم إطلاقه بعد 4 أيام عقب تدخل حزب الله.

هذا ورأى النائب حكمت ديب أن الكيميائي الحقيقي هو الجماعات التكفيرية والتيارات التي تدور في فلك القاعدة، ورأى بأن التجاوزات القانونية وتجربة العراق وراء إلغاء الضربة الأمريكية على سوريا. وأشار إلى أن تحقيقات تفجيري طرابلس تحقيات مفبركة، والقضاء أطلق الشيخ منقارة وسيطلق الشيخ الغريب قريباً، وأكد ديب أن هناك محاولة تهميش للعونيين من قبل القيمين على تأليف الحكومة.

 

تفسير وحيد يليق بهذا التحوّل، إنهم تجار الدماء..يُشغِلون العالم بضربة أو لا ضربة، تفاوض أو لا تفاوض، ويتصدّرون الصحف اليومية وشاشات التلفزة ليغطّوا على المجازر الحقيقية التي تحصل في سوريا. حقاً إنه عالمٌ يعيش انصاماً إنسانياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يحلّل قتل آلاف الأطفال بكافة أدوات القتل، ويقف مستنكراً قتلهم بالكيميائي، وكأن القنابل والرصاصات التي كانت تمزّق أحشاءهم الصغيرة كانت مُحلّاة بالسكر والكيميائي مُحلّى بالملح.