هل يمكننا ان نقول .. فرجت ..؟؟ كانطباع اولي ، يمكننا ذلك .. فموافقة سوريا على وضع أسلحتها الكيماوية تحت رقابة المنظومة الدولية ، ستؤدي حتما الى انخفاض قرع طبول الحرب في سماء المنطقة ، وتراجع الأجواء المحمومة حول توقيت الضربة العسكرية ضد النظام السوري ، والتي كانت مصادر مراقبة عديدة قد توقعتها اعتبارا من منتصف الاسبوع المقبل .. وما عزز ذلك هو مسارعة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى الاعلان بان موافقة سوريا ، تعد خطوة كبيرة الى الامام . 
وبقراءة متانية لموقف النظام السوري ، يمكن القول ان الرئيس بشار الاسد نجح مرة جديدة في الالتفاف على الموقف الدولي المتصاعد ضده بعد ضربة الكيماوي على الغوطتين  ، إذ ان كلام الوزير وليد المعلم خلال المؤتمر الصحافي مع نظيره الروسي في موسكو ، كان واضحا بان النظام استحق وقوع الضربة ، وعليه .. باشر باستخدام كل أوراق التجييش والتحريض - التي يحسن توظيفها - بان تلك الضربة ستصب اولا وأخيرا في صالح المجموعات المتطرفة وفي طليعتها تنظيم القاعدة وجبهة النصرة ، وهو ما اعتبر ضربة موفقة للمعلم باللعب على وتر مخاوف الكونغرس الاميركي والرأي العام الاميركي عموما بان نتائج الضربة ستدعم وتقوي اذرع تلك المجموعات ، ولن تصل الى ما يصبو اليه الرئيس الاميركي باراك اوباما ، من إضعاف لنظام الاسد وكبح لجماحه ، اضف الى ذلك ان المعلم بدا كالحمل الوديع الذي يقول للعالم ان دمشق مستعدة للذهاب الى  ًجنيف ٢ ً من دون شروط مسبقة ، وهو الامر الذي كانت ترفضه قبل ايام معدودة . 
ومما لا شك فيه ان مطالبة وزير الخارجية الاميركي جون كيري ومن لندن تحديدا لنظام الاسد ، بانه اذا ما كان عليه ان يتفادى الضربة ، عليه وضع كامل أسلحته الكيميائية تحت الرقابة الدولية خلال اسبوع ، لم تكن مجرد صدفة ، اذ ان اعلان هذا المقترح من بريطانيا التي رفض مجلس عمومها تغطية الضربة العسكرية ، وفر لكيري الهروب اللائق منها ، هذا اذا لم نغفل ان مجمل استطلاعات الرأي خلال الايام القليلة الماضية ، وكذلك حساب مجموع الأصوات المؤيدة والمعارضة داخل مجلس النواب الاميركي ، كانت كلها تشير الى ان باراك اوباما ، سوف لن يحصل على عدد الأصوات المطلوب لتنفيذ ضربته ..
بالتأكيد ان الرئيس الاسد  ًيضحك في عبه ً الان ، فهو استطاع تسجيل نقطة ، لا بل نقاط في ملعب المعارضة التي ليس بمقدورها الا الصراخ والقول ، ان ترحيب النظام بالمبادرة   - أكانت  أميركية ام روسية - ما هو الا كذب وخداع ومجرد مناورة جديدة من قبله .. ولعل احداث معلولا ( هذه البلدة ذات الطابع المسيحي الصرف 
وما أظهرته من ارتكابات لعناصر جبهة النصرة والجماعات المتشددة فيها ، قد أتى في التوقيت الملائم للنظام ،  - هذا اذا لم تكن  هذه الاحداث من أفتعاله وتدبيره - وساهم في إرسال المحاذير المطلوبة الى الدوائر الغربية ، التي تحولت بين لحظة وأخرى الى  ًبكاءة ً على الحل السياسي المزعوم .. 
خسارة .. ايتها المعارضة السورية .. لم تتمكن حتى الان ، من الوصول الى مستوى دهاء الاسد !!