كفرت شعوب المنطقة وخصوصا تلك المعنية مباشرة بالشأن السوري ، بهذا الضياع حول الضربة العسكرية الاميركية للنظام السوري ، وكفر المحللون والمراقبون والمطلعون والمتابعون وهم يحاولون استقراء كيف ومتى وماذا سيفعل سيد البيت الابيض حيال الشان السوري ، أهي ضربة محدودة توجع النظام ولا تسقطه ؟؟ ام هي ضربة موسعة تستدرج حربا شاملة في المنطقة ؟؟
غليان غير مسبوق ، وحبس أنفاس غير مسبوق ، ونحن اللبنانيون  ً كالفراطة بين الأرجل ً لا يسعنا الا التفرج على خط سير ًالضربة اللغز ً ، قطعت في اللجنة الخارجية لمجلس الشيوخ ، وبقي لها يوم على القطوع الاخير في الكونغرس ، واذا ما رفض هذا الاخير إعطاء الموافقة للرئيس الاميركي ، ماذا ستكون عليه الحال ، هل يقدم اوباما على فعلته متجاوزا غطاء الكونغرس ومن خلفه مجلس الامن ؟؟ كلام المندوبة الاميركية في مجلس الامن سامنثا باور كان واضحا بالأمس : ً من الضروري احيانا الذهاب في اتجاه اخر خارج مجلس الامن ، حينما نصل الى طريق مسدود ً  .  وقد أفرغت  ًباور ًجام غضبها على الروس الذين يقفلون مجلس الامن بالفيتو ، مستشهدة بحرب كوسوفو في العام ١٩٩٩ ..
واذا ما وقعت الضربة محدودة كانت ام لا محدودة ، هل ستنفذ خطة هروب الرئيس بشار الاسد كما تسرب بعض التقارير ؟؟ ام سيستشرس الاسد اكثر،  وتكون ردة الفعل بحجم الفعل ، كما ابلغ  النظام السوري قادة الدول في قمة العشرين ؟؟ 
مما لا شك فيه ، اننا نعيش لحظات تاريخية في الصراع الحالي بين القوتين الاكبر في هذا العالم،  فأميركا من جهة تريد الإثبات انها الوحيدة التي تقود وتقرر ما يجري وما لا يجري في هذا الكون ، وروسيا من جهة ثانية تريد فكفكة وازاحة هذه الاحادية الاميركية ، واستعادة مجد ماض أفل قبيل انهيار نسختها السابقة  ًالاتحاد السوفياتي ً ، وهنا تبرز سوريا بكل تطوراتها محور تجاذب أساسي في هذا الصراع . ولعل التناقض في رغبات الأميركيين والروس هو الذي يعقد الامور اكثر ، فواشنطن لم تعد تستطيع تحمل نظام الاسد بعد ضربة الكيماوي ، وفي نفس الوقت تخاف المتشددين التكفيريين ، وهذا ما يجعلها تعيش هاجس تسليح المعارضة ، التي لم تتمكن من تنظيف نفسها من جبهة النصرة والذين على شاكلتها ، وموسكو بالمقابل صار نظام الاسد عبئا عليها ، لكنه يبقى افضل من نار التكفيريين التي على الأرجح ستلسع في عقر دارها فيما بعد ، وعليه يبدو اننا سنبقى معلقين اقله كلبنانيين في حبال الهواء ، بانتظار ضربة محتملة قد تحط صواريخها اعتبارا من منتصف الاسبوع المقبل ، او قد تحط معجزة ،  تخرج الى العلن تسوية اللحظات الاخيرة ، على غرار الكثير من تجارب الصراعات ..