يبدو المشهد اللبناني عائماً فوق لوحة الألم التي يطغى عليها لون التشرذم والضياع في ظلّ حكومةٍ مؤجلة إلى مالا نهاية، ومجموعة من الملفات الأمنية الضائعة بين سوريا ولبنان وفلسطين،  ولعلّ ما أسهم في إكمال مشهد القلق اللبناني وأضاف عليه نفحة خوفٍ غربية، هو مبادرة شركات طيران غربية إلى تعديل جداول رحلاتها المقررة إلى مطار بيروت الدولي ومنها شركة الطيران القبرصية وشركات فرنسية وبريطانية، بحيث توقف الرحلات بين السادسة مساء والثانية فجراً حتى إشعار آخر، في ظلّ تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية.

فسُجّل تطوراً بارزاً في ملف تفجيري طرابلس، حيث أوقف مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر رئيس حركة "التوحيد الإسلامي" الشيخ هاشم منقارة على ذمة التحقيق بجرم اخفاء معلومات عن السلطات لها علاقة بتفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس. وقد جاء توقيفه الى جانب الموقوفين الشيخ أحمد الغريب والمخبر مصطفى حوري.
وأشارت صحيفة الجمهورية إلى أن التحقيقات الأوّلية كشفت بأنّ الشيخين هاشم منقارة وأحمد الغريب كانا على اتصال بإدارة المخابرات العامة السورية برئاسة اللواء علي المملوك، التي أبلغتهما بأنّ سيارات مفخّخة سترسل من مركز المخابرات السورية في طرطوس إلى طرابلس، خلال أسبوعين، لتفجيرها أمام المسجدين، من دون إبلاغهما بساعة الصفر، وأبلغتهما نيتها تصفية المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي والنائب خالد الضاهر والشيخ سالم الرافعي، وطلبت من منقارة تأمين شباب لقيادة السيارات المفخّخة وركنها مكان الأهداف المحدّدة.
لكنّ منقارة لم يؤمّن الشباب، فطُلب منهما مراقبة ريفي والضاهر والرافعي، وقد شكّل منقارة جزءاً من مراقبة الأهداف في طرابلس، حيث كلّف أشخاصاً القيام بهذه المهمّات بمعرفة الشيخ الغريب. ونفى منقارة والغريب خلال التحقيقات وضعهما السيارتين المفخّختين قرب مسجدي السلام والتقوى. وأظهرت التحقيقات أنّ الهدف من العملية إثارة القلق والبلبلة الطائفية لإشعال حرب طائفية بين السنّة والشيعة استكمالاً لمخطط مملوك- سماحة.

كما أشارت مصادر أخرى بأن التحقيقات في السيارات التي استخدمت في انفجارات الرويس والشمال أظهرت أن سيارتي انفجاري الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت ومسجد السلام في منطقة الميناء بطرابلس قد نقلت ملكيتاهما مراراً قبل إرسالهما إلى سوريا ثم إعادتهما مجدداً إلى لبنان لتنفيذ التفجيرين، في حين أن السيارة المفخخة التي انفجرت أمام مسجد التقوى في طرابلس، لا تزال مجهولة الهوية.

بينما أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان لها، أنه اعتباراً من الساعة 6:30 من صباح أمس، خرقت 3 طائرات استطلاع تابعة للعدو الاسرائيلي الأجواء اللبنانية من فوق بلدة الناقورة، ونفذت طيراناً دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم غادرت تباعاً حتى الساعة 1:15 من فجر اليوم باتجاه الأراضي المحتلة. وعند الساعة 21:00 من مساء أمس، خرقت 6 طائرات حربية تابعة للعدو الاسرائيلي الاجواء اللبنانية من فوق مزارع شبعا وعيترون، ونفذت طيراناً دائرياً فوق المناطق اللبنانية كافة، ثم غادرت تباعاً حتى الساعة 6:00 من صباح اليوم باتجاه الأراضي المحتلة.

فإلى أين ستصل التحقيقات في انفجارات الضاحية وطرابلس، وهل يُعقل بأن تكون المخابرات السورية هي الجهة القابعة وراءها، وماذا يحاول الغُراب الاسرائيلي أن يوصل إلى لبنان والمجتمع الدولي من وراء انتهاكه لسيادة لبنان والقرارات الدولية مراراً وتكراراً..؟؟

وحدها الأيام المُقبلة كفيلة بأن تجيب..!!