هل دخل لبنان في نفق التفجيرات الإرهابية، وهل عادت أجواء الحرب لتخيّم على النفوس، في إطارٍ من السواد والخراب والحداد، وكيف يمكن التعامل مع واقعٍ أمنيّ بات بات يفرض نفسه عنواناً عريضاً ومخيفاً على يوميات اللبنانيين؟؟؟ بين الناعمة وطرابلس مروراً بالضاحية، وبين الأمن وآفاقه المفتوحة والسياسة وآفاقها المسدودة، يبقى لبنان يتراقص كالطائر المذبوح على حافة الهاوية السورية..

هذه المواضيع وغيرها أضاء الضوء عليها الإعلامي جورج صليبي في برنامج "الأسبوع في ساعة" مع ضيوفه الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد والصحافي سيمون فاضل، وأمين عام حركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان والخبير في الجماعات الاسلامية عمر بكري، والنائب السابق مصطفى علوش.

حيث رأى غسان جواد بأن لبنان اليوم هو عراقاً مصغّراً، وأفاد جواد عن معلومات أمنية خطيرة فيما يخص تفجيري طرابلس، وأكد بأنها من مصدر أمني رسمي في الشمال، فذكر جواد: "منذ أسبوع تقريباً كان داني.د برفقة شخص اسمه محمد الأحمد ،وهذا الأخير ليس بمحمد قاسم الأحمد المطلوب بقضية الناعمة، كانا في سيارة مارسيدس مفخخة ، وضُبِطا في محيط مسجد السلام بطرابلس ولم يتم توقيف أحد ولم يتم استكمال التحقيقات في الموضوع، ومنذ خمسة أيام تم ضبط عبوة ناسفة قرب سنترال التبانة ولم يتم استكمال التحقيقات فيها، ومنذ خمسة أيام تم ضبط عبوة في منطقة قريبة من الميناء ولم يتم استكمال التحقيقات، ومنذ حوالي الشهرين انفجرت عبوة على محور البقّار وقُتل فيها عبدالله الشبيطي وجرح 6 آخرون ولم تُستكمل التحقيقات، والنقطة الأساس هي أن داني.د على علاقة بأحد قادة المحاور زياد.ع، وللأسف بعض الأجهزة الأمنية في طرابلس تتعامل مع هؤلاء المخربين والتكفيريين على أنهم  حلفاء موضوعيون، وفرع المعلومات يساهم بخراب لبنان وبات يشكل خطراً على البلد".

وتوقّع الصحافي سيمون فاضل المزيد من الانفجارات في لبنان الذي رأى بأنه بقي خارج التجاذب الإقليمي لوقت إعلان حزب الله تدخله بالصراع السوري، واستنكر ما ينتشر في العقلية اللبنانية من مذهبة القوى الأمنية، على أن فرع المعلومات يضطهد الشيعة ومخابرات الجيش تضطهد السنة، وربط ذلك بإشادة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الدائمة لمخابرات الجيش وإدانة فرع المعلومات.

وأكد الشيخ بلال شعبان بأن الشيخ أحمد الغريب لم تتم إدانته بعد، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأشار إلى أن ما يحصل من اتهامات للحركات الإسلامية يضلل الحقيقة، ولفت شعبان إلى أن أهالي طرابلس لا يريدون الأمن الذاتي ولكن يريدون من القوى الأمنية أن تتجاوب معهم حين يطلبون منها النجدة في الخطر.

بينما طالب عمر بكري فستق بأن يكون للسنة مقاومة إسلامية سنية كما لحزب الله مقاومة إسلامية شيعية، وطالب بالأمن الذاتي لحماية رجال الدين الذين يتم اتهامهم واعتقالهم من الجيش اللبناني، وناشد تنظيم القاعدة وجبهة النصرة لإغاثتهم قائلاً: "إذا استمريتم باتهامنا وزجنا في السجون، أناشد تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وكل المجاهدين أن يغيثونا، فلا تتحدّونا بعقائدنا، وتنظيم القاعدة من أشرف وأطهر الناس".

وأكد الدكتور مصطفى علوش بأن ليس هناك أمن ذاتي في طرابلس ولن يكون، فالكل يعرف بأن هذه التجربة تبتلع أصحابها. ورأى بأن تركيبة حزب الله عقيدية جامدة لا تقبل أي تنوّع وهو لا يختلف عن التيارات التكفيرية.

فما مصير وطن شيخه يحرّض على الفتنة ويناشد الإرهاب لينصره على الدولة، وعالِمه يتّهم جهاز أمن معروف بإنجازاته التي كشفت عن أكثر من 33 شبكة عمالة للعدو الاسرائيلي بخراب البلد..؟؟!!