لأوَل مرَة نشعر في وجود جبهة للنُصرة في لبنان بعد حادثة داريا وما دار فيها من أجواء أمنية مخيفة فعلاً في حال تمكَن هؤلأ المجاهدون من تنفيذ خططهم الجهنمية . وقدَأكَدَ مسؤولون في الدولة أن العناية الالهية تدخلت هذه المرَة أيضاً لصالح لبنان وأمنه المفتوح على أكثر من جهة ودولة تريد لبنان جزءًا من المناخ الطائفي المسيطر على العراق وسورية بطريقة مشابهة في العنف بعد أن تماثل معهما في الانقسام السياسي . لاأدري اذا كانت العناية الالهية لفظة دبلوماسية أو تعبير يؤكد الفراغ الحاصل وعلى المستويات كافة في لبنان والمفضي الى امكانية" العرقنة" أو "سورنة" وبطباع أكثر دموية بعد أن بلغ الهيجان الطائفي ذروته وبات الانفجار وشيكاً اذ لم يدرك اللاعبون بالنار أن الخطر سيصيب ويقضي على الجميع ولا عصمة اليوم لأحد من غرق طائفي شيطاني . خاصة وأن أُزعومة انتشار خلايا للنصرة السورية وللقاعدة المتعددة الجنسيَات ولخلايا أمنية مشابهة غير معروفة الأسماء لكنها معروفة الأهداف والنتائج. كلها عناوين تضع لبنان في مهب الانتحار والعبوات والاغتيالات ومآلات ذلك الى اشتباك داخلي ينتظره الكثيرون من اللبنانيين ويآملون اقترابه لتفريغ شُحُنات من الحقد والكره تلبية لنداءات خُطب جوفاء من روَاد الفتنة في لبنان . كلَ الدول المأزومة أمنياً والمنقسمة داخلياً بواسطة السلاح والساحات الحزبية والطائفية تمَ التحضير لخراب "بصرتها" باستعمال واستخدام الأرهاب لتشخيص أسباب المشكلة الداخلية هرباً من الاشارة وباصبع مسؤول الى المشكلة الحقيقية وبات فرقاء الاختلاف يشيرون الى الجماعات الارهابية في السلطة والمعارضة على أنَها المشكلة في الدمار والخراب واستبقاء العنف كوظيفة وحيدة لمعالجة وهم المشكلة "المُأرهبة ". من هنا ثمَة سعيَ حقيقيَ لدى البعض الى أعطاء الأزمةاللبنانية صفة الارهاب الوافد من النُصرة والقاعدة وأسماء أخرى كما تجلَى ذلك في أكثر من عمل مفتعل وفي تصريحات وخطابات مطابقة لصفة الافتعال لوضع لبنان على اللائحة السوداء وجعله نُسخة مطابقة للنُسخة السورية والعراقية. ان سياسة التضخيم من ارهابي موجود لكنه حتى الآن لايتمتع ببيئة حامية تجعل منه طرفاً مؤثراً لبنانياً هي سياسة تستهدف لبنان كصيغة لأن الحرب المنتظرة من شأنها اعادة النظر في التركيبة اللبنانية وفي توازناتها الطائفية .وهذا ما يدفع تيًار المستقبل الى المساومة أمنياً وسياسياً حفاظاً على مكتسبات الصيغة الطائفية المنصوص عليها في اتفاق الطائف ولهذا أسهم المستقبل في توفير غطاء سُني وصيداوي تحديداً للتخلص من الأسير باعتباره شرطاً من شروط نشأة حرب طائفية في لبنان .