أوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب طوني أبو خاطر أن المذكرة التي سترفعها قوى "14 آذار" إلى رئيس الجمهورية هي إحدى الوسائل الديمقراطية المتبقية لها للاحتجاج على ممارسات "حزب الله" وانتهاك السيادة اللبنانية، باعتبار أن "14 آذار" كيان سلمي لا يملك السلاح وهي ليست "ميليشيا شبيهة بحزب الله"، على حدّ تعبيره. وفي حديث لـ"النشرة"، لفت أبو خاطر إلى أنّ قوى "14 آذار" لم تعد تملك إلا سلاح الكلمة والصوت أمام حالة التدهور السريع للبلد على الأصعدة كافة، وقال: "لم يعد أمامنا الا تسجيل موقف أمام أعلى مرجعية في البلد المتمثلة برئاسة الجمهورية وهي الموكلة الحفاظ على الدستور والكيان اللبناني". وتحدث أبو خاطر عن حالة من اليأس يعيشها اللبنانيون كافة بالرغم من تمسكهم بارادة التصدي، وقال: "نحن بتنا نوابا بالاسم باعتبار أن لا حول ولا قوة لنا على تصحيح الاعوجاج الحاصل بعدما عطّلوا كل مؤسسات الدولة من السلطة التشريعية الى السلطة الاجرائية وغيرها".   حزب الله أقحمنا ومجلس التعاون لم يفتر علينا وشدّد أبو خاطر على وجوب التعاطي مع الأحداث بواقعية، لافتا الى أن هناك فريقا لبنانيا اصيلا مدججا بالسلاح ويخوض معارك خارج الحدود اللبنانية من دون استئذان أحد، وأضاف: "حزب الله اليوم دولة بكل ما للكلمة من معنى وهو اقحمنا في حرب كنّا بغنى عنها، فبدل الالتفات الى شؤوننا الداخلية المستعصية رأيناه يرمينا في فهوة البركان السوري". وردا على سؤال، اعتبر أبو خاطر أن مقررات مجلس التعاون الخليجي احدى مضاعفات المرض الذي يعاني منه الجسم اللبناني، وقال: "كان يجب أن نتوقع ردة فعل مماثلة من المجلس الذي لم يفتر علينا، وهو مجلس له موقف سياسي واضح لكنّه لم يتصرف كما تصرفنا نحن فأرسل جيوشا للقتال في سوريا". واعتبر أبو خاطر أن "حزب الله" لم يراع التركيبة اللبنانية الضعيفة والهشة ولا التداعيات التي ستعصف بلبنان وباللبنانيين أينما وجدوا بل أدخلنا بمتاهات تودي بنا بالتدريج الى الهاوية.   هل نقبل بحكومة تفرض علينا وزيرا شبيها بمنصور؟ وتطرق أبو خاطر للملف الحكومي، مذكرا أن 124 نائبا أجمعوا على تكليف النائب تمام سلام تشكيل الحكومة وبالتالي يبقى هو ورئيس الجمهورية المسؤولين الوحيدين عن عملية التأليف. وأشار إلى أنّ "أمامهما خيارات متعددة في هذا الاطار باعتبار انّهما يستطيعان أن يشكلا حكومة برلمانية أو وطنية أو حكومة تكنوقراط..." ولفت أبو خاطر الى انّه يصعب على قسم كبير من اللبنانيين المشاركة بالحكومة مع فريق لبناني ضرب سياسة النأي بالنفس بعرض الحائط غير آبه بمصير وطن برمته، وسأل: "هل نقبل بحكومة تفرض علينا وزيرا جديدا شبيها بالوزير عدنان منصور؟ وزير يقول أن الاتفاقات مع سوريا تحتم علينا عدم الاحتجاج عن انتهاكها لسيادتنا؟" وتساءل أبو خاطر: "لماذا نترك اللبنانيين بحالة جوع وفقر وعوز ولا نشكل حكومة تهتم بشؤونهم ليست من 8 أو من 14؟"