اعتبر النائب السابق سليم عون أن المجلس الدستوري سقط اليوم سقطة مدوية بالامتحان بعدما كان آخر مؤسسة تعمل في هذا البلد، لافتا الى أن مصطلحات الدستوري أو القانوني لم تعد تليق به وهو حاليا عبارة عن مجلس شيوخ مصغّر يعمل بالسياسة وليس بالقانون. وفي حديث لـ"النشرة"، رأى عون أن تعطيل عمل المجلس الدستوري ضربة كبيرة للحياة الديمقراطية في لبنان وسقوط للمظلة الوحيدة التي تبقت لنا. وقال: "كنّا نعزي أنفسنا بأن اتفاق الطائف الذي نُفّذ أسوأ تنفيذ أوجد المجلس الدستوري أما اليوم فقد ضربنا الشيء الجيد الوحيد بهذا الاتفاق والحد الأدنى من الاشياء المقبولة أطاحوا بها".   المشوار طويل ولا مكان لليأس وأشار عون الى أن أحدا من الفرقاء لا يتعاطى مع الأمور بمنطق، لافتا الى ان "التيار الوطني الحر" ومنذ العام 2005 هو الوحيد الذي أعاد الحياة السياسية الطبيعية الى لبنان ولولاه لما كانت موجودة. وأضاف: "لنا الشرف أن نكون الوحيدين الذين رفضنا التمديد بعدما سقط المجلس الدستوري بالامتحان وتحول لمجلس شيوخ". وشدّد عون على أننا حاليا في أزمة نظام لن تحل بسحر ساحر، معتبرا أن "المشوار طويل والمعاناة طويلة لكن لا مكان لليأس خاصة بعدما أصبح المجتمع المدني أقرب الينا". وشدّد على أنّ "تغيير كل الرؤية السوداوية الحالية هو ملك الشعب اللبناني الذي لا يجب أن ينسى ويحاسب من تواطأوا عليه وعلى مصلحة لبنان في اول استحقاق ديمقراطي".   "حزب الله" آخر من شارك في معارك سوريا وعن مشاركة "حزب الله" بالقتال في سوريا وتحميل فريق "14 آذار" الحزب مسؤولية ما آلت اليه الأوضاع في لبنان، قال عون: "فليتذكروا جيدا أن حزب الله آخر من شارك في معارك سوريا فهو وطوال الشهور الماضية ومنذ اندلاع الازمة كان يحاول أن يلعب دور الوسيط بين فرقاء الداخل"، سائلا: "هل لو كان حزب الله تدخل ليدعم المعارضة بوجه النظام أكان موقفهم على ما هو عليه اليوم؟" وأوضح عون أن 83 دولة تتدخل حاليا في سوريا و23 جنسية مختلفة تشارك بالمعارك على الأرض منذ سنتين، وسأل: "هل يصبح حزب الله الذي شارك بالقتال سوريا في النصف الأخير من السنة الثانية هو المسؤول عمّا آلت اليه الأمور؟" واعتبر عون أن حزب الله لو لم يواجه الخطر التكفيري وقاطعي الرؤوس ومن يشويها كما آكلي القلوب في سوريا لكانوا هؤلاء انتقلوا الينا. وأوضح أنّ "حزب الله قام بعملية استباقية في هذا المكان فقد كان أمام خيارين سيء واسوأ فاختار السيء"، مثنيا على نقل الحزب الصراع الى سوريا واصراره على البقاء هناك ما يشكل مصلحة لبنانية عليا.   نجلب "الدب إلى كرمنا" لدواع إنسانية وفي ملف جرحى المعارضة السورية ونقلهم إلى مستشفيات الشمال والبقاع، رأى عون "أننا بذلك نجلب "الدب الى كرمنا" لدواع انسانية"، وقال: "لم نر من هؤلاء الجرحى الا الشباب المقاتلين"، وسأل: :"أين من يتحدث عنهم بعض الاعلام من مشايخ واطفال يقتلهم النظام؟" واعتبر عون أن السماح بدخول هؤلاء للعلاج في لبنان وخاصة ان معظمهم اكّد أنّه متى شفي سيعود للقتال في سوريا، هو أرقى مستويات التعامل الانساني، داعيا الدول التي تقحم نفسها بسوريا بتقاسم الأعباء مع لبنان متوجها لتيار "المستقبل" بالقول: "بدل أن توزعوا البطانيات والحليب في سوريا عالجوا الجرحى وأمّنوا لهم جسرا جويا ليعالجوا في الخارج ويظلوا هناك".