سقطت القصير عسكريا وأحكم حزب الله والجيش السوري سيطرتهم على المدينة وبدأت احتفالات الانتصار في الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من مناطق الجنوب والبقاع في مشهد يشبه مشاهد الانتصار على العدو الاسرائيلي عام 2000 حيث قام موالون لحزب الله بالتعبير عن فرحتهم في انتصار حزب الله الجديد على مجموعات " التكفيريين " في سوريا فكانت احتفالات الانتصار مبالغة في غير محلها وكانت مظاهر الفرح تختزن الكثير من الإستفزاز لمشاعر الكثيرين من ابناء الثورة السورية ما طرح الكثير من علامات الاستفهام على جدوى هذه الإحتفالات وضرورتها سيما وأن المعركة لم تكن مع العدو الإسرائيلي المحتل وهي بالأصل معركة مدانة و مستنكرة من غالبية الشعبين اللبناني والسوري .
لقد جرت العادة أن يقوم حزب الله  ومناصروه باحتفالات الانتصار على العدو الاسرائيلي وكانت تشهد مناطق الجنوب احتفالات من هذا النوع عندما يقوم حزب الله بعمليات المقاومة الناجحة وهذا مبرر بالتأكيد لأن الانتصار كان على عدو الأرض والانسان العدو الاسرائيلي المحتل ,أما أن نشاهد احتفالات الانتصار بالشكل الذي جرى بعد سقوط القصير فإن جزب الله يكون قد ذهب كثيرا إلى الخطأ فليست المعركة هنا مع العدو وليس الانتصار هنا على العدو الاسرائيلي بل إن هذه المعركة هي بين المسلم وأخيه المسلم وهي أيضا معركة كلفت الكثير من الضحايا والجرحى من الطرفين وهي معركة لا تمت بصلة إلى أدبياتنا الاسلامية والدينية والاخلاقية  وهي معركة لا يمكن مقارنتها بالمعارك التي كانت تحصل مع العدو الاسرائيلي وإذا كان حزب الله مضطرا لمثل هذه المعارك كما يقول فكان يجب أن يأخذ هذا الإنتصار حجمه العسكري الطبيعي لا أن يتحول إلى مادة جديدة للفتنة بين المسلمين ولا أن يتحول إلى مادة استفزار للآلاف من اللبنانيين والسوريين الذين يعارضون ما قام به حزب الله .
لذلك فإن على حزب الله أن يعيد النظر أكثر في مفاهيمه للإنتصارات وأن يعيد النظر أكثر في ضبط جمهوره الذي أخذه هذا الإنتصار إلى مزيد من الفتنة الطائفية والمذهبية وإلى مزيد من الإحتقان المذهبي والطائفي وإلى مزيد من الاقتتال بين المسلمين .