اللبنانيون على وجه العموم، يضعون اياديهم على قلوبهم، مخافة الآتي من الايام ، إذا ما استنسخت المنظومة القابضة على القرارات، ما شهدته السنة السابقة، وقد انعدمت كل عوامل الطمأنينة، والدولة، في عهد الرئيس ومؤيديه، بكامل مؤسساتها الادارية والمالية والعسكرية والامنية على ابواب انهيارات بالغة الخطورة، والجميع يصرخ طفح الكيل، والبلد على ابواب استحقاقات بالغة الاهمية والمصير، من ابرزها الانتخابات النيابية في منتصف ايار المقبل.
 


ودع اللبنانيون عام أخر من الذل والعتمة والفقر والجوع، بقلوب تعتصر ألماً على الإنهيارات التي يتخبط فيها البلد، بوجود منظومة سياسية عاجزة وفاشلة، لا تجد حرجاً بإيصال البلاد والعباد إلى قعر جهنم، وهي مستمرة بأساليب المعاندة والمكايدة والمكابرة، ولو أدى ذلك إلى القضاء على ما تبقى من مقومات الحياة في دولة تتهاوى في معارج النهب والإفلاس . 

 

 

هل هذا قدر اللبنانيين أن يتحملوا مآسي سنوات العهد العجاف، بعدما ملوا شعار العهد القوي، والرئيس القوي، وتبين لهم أن قوة هذا العهد بالذات تمثلت في قدرته على تدمير إقتصاد البلد، وعزله عن محيطه العربي، ودفعه إلى دائرة حصار دولية خانقة، والقضاء على الأسس البديهية لحياة طبيعية، يستحقها اللبنانيون بجدارة، حيث أُعيد البلد إلى مرحلة القرون الوسطى، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا دواء ولا إستشفاء، فضلاً عن عدم تمكن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين من الحصول على حاجياتهم الغذائية اليومية، بسبب لعلعة الدولار المتصاعدة، وجنون الأسعار المتفلتة من قيود الرقابة الرسمية الفاعلة والرادعة . 

 

 

 خلال السنوات الماضية من عمرالعهد، كانت كل سنة منها تلعن أختها، وتضاعف حجم الأزمات والمحن في ظل عجز متزايد من الحكم في الحد من التدهور، والإسراع في وضع خطط الإنقاذ والإصلاح التي كانت تطالب بها الدول المانحة، الأمر الذي أوصل الأوضاع في هذه الفترة من عمر العهد إلى مستوى غير مسبوق من الإنهيارات التي طالت كل مناحي الحياة، وأضحت الأكثرية الساحقة من  اللبنانيين تعيش تحت خط الفقر . 

 

 

مسار الانحدار لسنوات العهد لم يترك مجالاً لبعض التفاؤل، خصوصاً وأن السنة الأخيرة للعهود الرئاسية في لبنان تتسم بكثير من التراخي والأزمات، فكيف إذا كان العهد الحالي لم يترك لعهود اسلافه مجالا للعتب عليه بما وصل إليه البلد من أزمات وإنهيارات .

 

 

بناءً على هذه الأجواء والمعطيات فإن لبنان سيعيش أجواء الوقت الضائع وعندئذ ثمة توقعات لحصول تطورات سياسية خصوصاً على مستوى التصعيد السياسي وخاصة بعد الكلمات الأخيرة للمرجعيات السياسية ودخول جميع القوى السياسية والحزبية في الإستحقاقات الإنتخابية وذلك ما يتطلب تصعيداً سياسياً ومزيداً من شد العصب، والشعبوية وبمعنى آخر فإن اللعبة في هذه الظروف مفتوحة على كافة الإحتمالات دون أن تستبعد بعض الجهات السياسية وبناء على معلومات بأن تحصل تطورات أمنية لان كل شيء في البلد مكشوف على الصعيد الإقتصادي والأمني والسياسي وعلى كافة الأصعدة .

 

 

ختاماً اللبنانيون، على وجه العموم، يضعون اياديهم على قلوبهم، مخافة الآتي من الايام ، إذا ما استنسخت المنظومة القابضة على القرارات، ما شهدته السنة السابقة، وقد انعدمت كل عوامل الطمأنينة، والدولة، في عهد الرئيس ومؤيديه، بكامل مؤسساتها الادارية والمالية والعسكرية والامنية على ابواب انهيارات بالغة الخطورة، والجميع يصرخ طفح الكيل، والبلد على ابواب استحقاقات بالغة الاهمية والمصير، من ابرزها الانتخابات النيابية في منتصف ايار المقبل.