نعيش فعلًا ربع الساعة الأخير من منعطفٍ كبيرٍ قادمٍ سيحدّد مصيرنا لعقود. فقد نشهد عودةً إلى الاتفاق النووي لكن بلمسةٍ ومباركةٍ إسرائيليّةٍ هذه المرة. كما قد نشهد تفرّدًا إسرائيليًّا بالحرب مع موافقةٍ أمريكيّةٍ ضمنيّةٍ غير معلنة.
 

ما يجري في المنطقة وحتى في العالم علينا أن نأخذه على محمل الجد. ما يجري في ڤيينا وما يجري في أوكرانيا وما يجري في بحر الصين الجنوبي، وحتى ما يجري على صعيد العملات الرقميّة والأسهم والذهب والعملات، يدلّ على أنّنا نعيش في لحظةٍ تاريخيّةٍ فارِقةٍ قد تنفجر في أيّ لحظةٍ وقد يؤجّل الانفجار أو توضع قواعد جديدةٌ للسلام. لكنّ التاريخ يُعلِمنا أنّ هذه القواعد لا تأتي أبدًا إلا بعد حروبٍ طاحنةٍ وتغييرٍ في موازين القوى.

 


ما يهمّنا، نحن اللبنانيّين، هو ما يجري في ڤيينا تحديدًا. فبعدما كانت ليالي ڤيينا ليالي أُنسٍ وغرامٍ بين العشاق تحوّلت فجأةً على ما يبدو إلى ليالي كرهٍ وانتقام. وربما يكون الانتقام الأقسى بين عشّاق الأمس. هل ما نسمعه من أخبارٍ وتسريباتٍ هو مقدّمةٌ للسلام على طريقة "إذا أردت السلام فاستعد للحرب" أم أنّه مقدمةٌ فعلًا لحربٍ طاحنة؟

 

 

في رأيي، إنّ الحرب قائمةٌ منذ سنواتٍ. وهي اشتدّت وتيرتها منذ أشهرٍ. فيوميًّا نسمع عن قصفٍ إسرائيليٍّ في سوريا على مواقع النفوذ الإيراني. ويوميًّا نسمع عن انفجاراتٍ في إيران وعن تحليقٍ شبه يوميٍّ للطائرات الإسرائيليّة في سماء إيران وتحديدًا في سماء المفاعلات النووية. وهذا ما سمّيته "الحرب بالقطعة". 

 

 

نعيش فعلًا ربع الساعة الأخير من منعطفٍ كبيرٍ قادمٍ سيحدّد مصيرنا لعقود. فقد نشهد عودةً إلى الاتفاق النووي لكن بلمسةٍ ومباركةٍ إسرائيليّةٍ هذه المرة. كما قد نشهد تفرّدًا إسرائيليًّا بالحرب مع موافقةٍ أمريكيّةٍ ضمنيّةٍ غير معلنة.