كشفت المقابلة التلفزيونية التافهة التي أجرتها الإعلاميّة مريم البسام مع الرئيس سعد الحريري عُقم الكفاءة الفكرية والثقافية التي يتحلّى بها العاملون في الشأن الإعلامي والصحفي وتحليل الأخبار ، كما ظهرت عند قادة الرأي "الحر" والمأجور ركاكةٌ فكرية، وهشاشة منطقية في متابعة أحداث لبنان المأساوية.

 

أرغب في الإضاءة على ما يجب أن يتحلّى به المثقف الإعلامي الملتزم هموم وطنه، وقضايا أمّته.

١ - الإلتزام بأسبقية حقوق الفكر في قول الحقيقة، مهما تكن خطورة الظروف، ومهما تعاظمت إغراءات الأحزاب والمقامات الدينية و"حُرّاس" الفكر المأجور.

٢- الإلتزام بحماية الكرامة الإنسانية.

٣- حق اللجوء إلى جميع وسائل الانفعال والتأثر بالرموز الأخلاقية والدينية، في سبيل إعلاء الحاضر ،والوقوف في وجه الذين يُشيعون الظلم ،ومصادرة الحريات، وتنظيم الصراعات الأهلية.

٤ - التحلي بالمروءة لمتابعة صراعات غير متكافئة بين جموعٍ مُعبّأة بالغيبيات والخرافات، والاباطيل من جهة، وأحزاب وسلطات تمتلك المال والإعلام وسطوة "الانتصارات المزيّفة" من جهة أخرى.

 

إقرأ أيضا : المُحرّك الأول الأرسطي في أحداث لبنان..حزب الله.

 

 


هذه المهام تتطلّب جرأةً وصبراً وإيماناً بحقّ الشعوب في بناء مؤسسات سليمة في أوطان حرة وديمقراطية، مؤسسات دستورية تقيمُ وزنا لاحترام القانون، وإناسة القضاء، وإناسة الحداثة، وإذ لسنا السّباقين في هذا المضمار، فأنظمة الغرب الأوروبي والشمال الأميركي ماثلة للعيان.