هذا يحدث في لبنان..لا رئيس جمهورية ولا من يحزنون، ولا رئيس حكومة ولا من يحكمون، لا رئيس مجلس نواب ولا من ينوبون، كل ما في هذا البلد المنكوب المجلس الأعلى للدفاع الذي يتحرّك ويجتمع ويتفرّق ب"الريموت كنترول"، وليتهُ قام بواجبه وقت الحاجة، عندما كانت قنبلة نيترات الأمونيوم تتهيّأ للإنفجار في مرفأ بيروت، وليتهُ لم يتطوّع أحدٌ من أعضائه بثني رئيس الحكومة حسان دياب عن النزول إلى مرفأ بيروت لتفقد القنبلة "النووية"، وإبلاغه أنّها مجرد أسمدة زراعية، ولا لزوم لتفقّدها من جانبه ( باعتراف الرئيس دياب نفسه)، هذا المجلس يحكم البلد منذ استقالة حكومة دياب الحالية بأحكام طوارئ، أي عُرفية، وأسهلُ طريقةٍ للتعامل مع جائحة الكورونا اللعينة عند المجلس الأعلى للدفاع هي إقفال البلد أسبوعاً بعد أسبوع بعد أسبوع، ومن أين يُحصّل المحتاجون والفقراء والعاطلون عن العمل رزقهم بعد أن سُدّت الأبواب بوجههم، وأُقفلت المحلات التجارية والصناعية؟ هل عند المجلس المُوقّر أجوبة شافية، كلاّ ثمّ كلاّ، أعضاء مجلس الدفاع يتربّعون على كراسيهم، تُزيّن الأوسمة صدورهم، رواتبهم مؤمّنة مع المُخصّصات الإضافية، سيارات رسمية بانتظار نقلهم إلى بيوتهم، بعد أن تكون قد أمّنت الخدمات اللازمة للزوجات والأولاد والأحفاد( والخليلات في حال وجودهنّ)، دون أن يخطر على بال أحدهم بذل الجهد الواجب للعمل على تنظيم فتح البلد مع أخذ الاحتياطات المناسبة للوقاية من وباء الكورونا، وذلك بدل إقفال أبواب الرزق أمام اللبنانيين على مدى شهرٍ كاملٍ ومتواصل.

 

إقرأ أيضا : النائب مخزومي في طليعة الشخصيات العربية الأكثر تأثيراً في مجال المسؤولية المجتمعية للعام ٢٠٢٠.

 

 


ها هي النتائج الكارثية الوخيمة للقرارات المُتعجّلة وغير المسؤولة، نزل المواطنون الغاضبون بالأمس إلى الشارع في طرابلس، وعاودوا الكرّة اليوم، ولاقاهم مُتظاهرون في البقاع اللبناني ومنطقة خلدة والشوف، نزلوا بلا كمّامات ولا تباعد إجتماعي للإحتجاج والمطالبة بتحصيل لقمة العيش للكبار، والحليب للأطفال، والعيش الكريم بدل الذّل والهوان، وانتظار مجلس النواب اللبناني ليجتمع و"يتكرّم" بقبول قرض البنك الدولي لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ها هي جموع المنتفضين على قرارات المجلس الأعلى للدفاع تصدح اليوم بصوتٍ عالٍ للعودة عن القرار اللامسؤول بإقفال البلد لفتراتٍ طويلة، بدون مراعاة أوضاع المواطنين الإجتماعية والحياتية، وعدم الإكتفاء بزجّ الجيش اللبناني بمواجهة المتظاهرين للمزيد من القمع والقهر، وهذا دون أن ننسى أنّ أحوال المُكلّفين بالقمع من أفراد الجيش لا تختلف كثيرا عن أحوال المنتفضين، فالجوع كما يعرف الجميع كافر.

 

 


لزم أعرابيٌّ سفيان بن عُيينة، وسمع منه ثلاثة آلاف حديث، ثم جاء يُودعه،  فقال له سفيان: يا أعرابيُّ، ما أعجبك منها؟ قال: ثلاثة أحاديث، حديثُه صلى الله عليه وسلم: كان يُحبُّ الحلواء ويُحبُّ العسل، وحديثه: إذا حضر العشاء وحضرت الصلاة، فابدأوا بالعشاء، وحديثه: ليس من البِرّ الصيامُ في السّفر.