من الأهمية الاستراتيجية للرقعة الجغرافية لمدينة القصير وريفها وما يتصل فيها من أبعاد تتداخل فيها المصالح المشتركة مابين النظام السوري وحلفائه في لبنان لضرورة توفير ممرات آمنة من جهة ،ولضروة تشافي الرئيس السوري من أمراض الخسارات العسكريةمن جهة ثانية، تحسيناً منه للشروط الروسية في المؤتمر الذي تعوَل عليه موسكو كثيراً ،والمرتقب بعد مداولة مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية تحت سقف اتفاق جنيف.

ومن حيثيًات فنية متعلقة بالوضع الميداني، وبمضاعفاته، ومخافة الوقوع في المحظور، من خلال امكانية سقوط العاصمة بأيدي المعارضة على ضؤ الفشل المستمر من قبل النظام في تنظيف دمشق من الخلل الأمني، ومن حروب الزواريب والأرياف الدمشقية، والتي تحولت الى خطوط تماس دائمة ، والى مايشبه اللعبة اليومية الخاضعة لكرَ وفرَ دائمين.أفقدت النظام أي وسيلة نجاة تنجيه من الغرق في قاع الأزمة. .
من هنا تمَ التحضير بقوَة لمعركة القصير، وكانت تعبيراً واضحاً عن مواقف قوى مجتمعة على ضرورة احراز تقدَم على خطَ القُصير -حمص لتحقيق جملة أهداف 
ومصالح يسعى اليها كلَ من روسيا وايران والنظام السوري وحزب الله لتوظيفها في مجالات مختلفة، ووفق حاجة كلَ طرف للاستفادة من دخول مدينة القصير منتصرين..
ان السيطرة الكاملة على حمص سياسياَ وعسكرياً ستكون لها انعكاسات مباشرة على اتفاق جنيف ،وعلى المؤتمرين بشكل عام -اذا ماحصل المؤتمر- وستعيد خلط الأوراق وفق موازين قوى جديدة مائلة لمصلحة الرؤية الروسية ،ومفيدة للأسد شخصياَ.لذا تبدو معركة القصير هي معركة الرئيس السوري تحديداً وعليها يتوقف تحديد بقاء الأسد في السلطة، وفي المشهد السياسي السوري. .
ان معركة القصير ليست تحصيلاً لموقع حسَاس فحسب ،وانما القصير وبأبعادها كافة مسألة مرتبطة بمصير النظام، أي أن الانتصار في القصير من شأنه فرملة اندفاعات التغيير، واعطاء الحرب سياقاً مُعززاً لعمر الأسد السياسي، لأن في تثبيت جغرافية آمنة للنظام، ابقاء لقوة قادرة على الاستمرار في الحرب ،وعلى التفاوض من موقع القوَة، وعلى تحسين شروطه اقليمياَ ودوليا.ً .
هكذا تبدو اتجاهات الانتصارات في القُصير، اذا ما وقعت ،وبقي العرب والغرب قيد التفرَج المجاني على مُضاعفة جديدة من مُضاعفات الأزمة في سورية