اليوم يبحث اللبنانيون عن استقلالهم الحقيقي وحقهم في دولة القانون والمؤسسات وعن حقهم في الحياة الكريمة بعيدا عن المذلة والمهانة التي يعيشونها اليوم بأبشع صورها ما منعهم حتى من التفكير بعيد الاستقلال واحتفالاته.
 

حلّ عيد الاستقلال هذا العام وصوت اللبنانيين جميعا "عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيدٌ" العبارة التي تلخص مستوى المعاناة والازمات والمشاكل التي تتراكم يوما بعد يوم فتخنق اللبنانيين أكثر وتقتل كل أملٍ بإمكانية التغيير بعد تراكم الفظائع والفضائح المالية والسياسية والاقتصادية، وكأنه قدر اللبنانيين المضيّ مع المآسي والتحديات التي تزداد يوما عن يوم فتشكل شعبا بلا وطن أو وطنا منهكا منهوبا مسروقا على أعين أصحاب الفخافة والدولة والمعالي وعلى أعين زعماء الأحزاب ومشاريعهم العابرة للحدود والقارات.

 

بمناسبة عيد الاستقلال خرج رئيس الجمهورية على اللبنانيين برسالة الاستقلال بالمزيد من الخطابات التي حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب، وبالمزيد من العناوين التي تتصدر الاهتمامات وهي محاربة الفساد ومحاسبة اللصوص وناهبي الدولة وأموال الشعب، والمزيد من الشعارات التي لو عملت الدولة بواحد منها لاستعطنا الخروج من عنق الزجاجة.

 

إقرأ أيضا : الإقفال السياسي

 

يكرر فخامة الرئيس كما في كل رسالة أو خطاب كل تلك الشعارات لكن فخامة الرئيس نفسه لم يقم بأي مبادرة إنقاذية فعلية في وقت يتنصل الرئيس وجميع من في السلطة من المسؤوليات وبل ويتقاذفون الاتهامات حول ما وصلت إليه البلاد من ذكرى استقلال مقيتة ومتورمة من الأزمات   العميقة والكبيرة داخليا وخارجيا.

 

وبالتزامن مع رسالة الرئيس بعث اللبنانيون برسائلهم عبر التواصل الاجتماعي متوجهين للرئيس والمسؤولين وأرباب السلطة وهم يسألون عن استقلالهم الحقيقي، وهم يسألون عن استقلالهم من همومهم وشجونهم، وهم يسألون عن محاربة الفساد والفاسدين والسارقين الذين نهبوا الدولة والشعب ومقدرات الوطن.

 

إقرأ أيضا : سخافة التكليف وصراعات التأليف!!

 

يسألُ اللبنانيون في عيد الاستقلال عن الدولة والوطن وحماية الدستور، يسأل اللبنانيون عن القضاء النزيه والحر، يسأل اللبنانيون عن المحاسبة وعن الغموض الذي أدى إلى انسحاب شركة الفاريز المعنية بالتدقيق الجنائي ومن المسؤول عن هذه الفضيحة بعدما استبشر اللبنانيون خيرا بكشف اسباب الانهيار الحاصل وإذا بهم أمام فضيحة جديدة تضاف إلى مسلسل الفضائح في هذه السلطة وتحت عين ورعاية الرئيس الذي لم يبادر إلى تنفيذ ما يتعهد به في الخطابات والرسائل فبقي الحال على ما هو عليه منذ خطاب القسم إلى اليوم بل ذهب البلد كله من السيء إلى الأسوأ.

 

اليوم يبحث اللبنانيون عن استقلالهم الحقيقي  وحقهم في دولة القانون والمؤسسات وعن حقهم في الحياة الكريمة بعيدا عن المذلة والمهانة التي يعيشونها اليوم بأبشع صورها ما منعهم حتى من التفكير بعيد الاستقلال واحتفالاته.

 

المطالبة بالاستقلال الحقيقي هو رسالة اللبنانيين الدائمة،  الاستقلال القائم على بناء الوطن والدولة وحماية الشعب والديمقراطية.