أولاّ: فضيحة الطحين العراقي...


غريبٌ أمر هذه الحكومة اللبنانية " الرّشيدة"، فبعد الإنفجار النووي في مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من شهر آب الماضي، حصلت على إغاثة من الحكومة العراقية بلغت سبعة آلاف طن من الطحين، فعمدت إلى تخزين هذه الكمية الكبيرة في مُدرّجات المدينة الرياضية، ليتلف جزءٌ منها تحت تأثير الأمطار والنّشّ وسوء التخزين، والأغرب من كل ذلك أنّ وزير الإقتصاد اللبناني لم يجد ما يُبرّر فعلتهُ الشّنيعة تلك، سوى التّباكي بأنّه لم يجد في طول البلاد وعرضها مكاناً صالحاً لتخزين هذه الكمية "الكبيرة"، ولم يُكلّف معالي الوزير خاطره ليّبرّر لنا لماذا لم يقم بتوزيع هذه الهبة الإغاثيّة على الفئات المُتضرّرة من انفجار المرفأ، والجمعيات الخيرية والجيش والأفران لدعم الفئات الفقيرة، وفي أسوأ الأحوال، لماذا لم تلجأ الحكومة- طالما هي ليست بحاجة لهذه الإغاثة- لإعادة هذه "المكرُمة" العراقية إلى أصحابها، فالشعبُ العراقي "الجائع" أولى بها من حُكّام لبنان "المُتخمين"، أو لماذا لم تُرسَل كميات الطحين إلى الشعب السوري، الذي يقف في صفوفٍ طويلة وشاقّة ليحصل المواطن على رغيف خبز، ولربما كانت هكذا خطوة ستُخفّف من حِدّة تهريب الطحين المدعوم إلى سوريا الشقيقة، وأخيراً لم يُخبرنا معاليه ماذا سيفعل في الطحين المُتبقّي، وما إذا كان سيعمد إلى فتح إهراءات المدينة الرياضية أمام المواطنين للتّزوّد بحاجتهم من الطحين العراقي قبل أن يدهمها انفجار الشتاء القادم.

 

إقرأ أيضا : رئيس جمهورية لبنان ورئيس الحكومة..مثالٌ صالح لكتاب جلادويل الإستثنائيون.

 


ثانيا: عبدالملك بن مروان وقبول الهدية...


بلغ عبدالملك بن مروان أنّ عاملاً له قبل هديّة، فسأله عبدالملك عن ذلك، فقال: بلادُك عامرة، وخراجُك وافرٌ، ورعيّتك راضية، قال عبدالملك: أخبرني عمّا سألتك، قال: قد قبلتُ، فقال عبدالملك: لئن قبلتها ولا تنوي لصاحبها مُكافأة، إنّك للئيم،، وإن كُنتَ قبلتها لتستكفيَ رجلاً عاجزاً إنّك لخائن، وإن كنتَ قبلتها وأنتَ مُضمرٌ تعويض صاحبها، لقد بسطتَ ألسُن أهل عملك بالقدح فيك، وذلك جهلٌ، ولا في من أتى أمراً لم يخلُ فيه من لؤمٍ وخيانةٍ وجهلٍ مُصنّعٌ، وعزَلَهُ.