استضاف مارسيل غانم في كلام الناس هذا الأسبوع نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الذي حاول بصراحته وجرأته المعهودة الإجابة على التساؤلات التي تخيّم على الوضع اللبناني المتأرجح بين التمديد والفراغ، بين الحكومة واللاحكومة، وبين الستين والأرثوذكسي.

فأشار مكاري إلى أنه توضح لنا بأن الرئيس نبيه برّي يريد الذهاب إلى مجلس النواب والكلام عن الإنتخابات، ولكن قانون الانتخابات الوحيد المندرج على صفحة الأعمال هو مشروع اللقاء الأورثوذكسي، وهذا ما وصفه مكاري "بالخاذوق غير المتوقع"، مجدّداً موقفه الرافض للأرثوذكسي لأنه لا يستطيع أن يخرج من بيئته، لأن العيش المشترك هو الأساس في لبنان. وبرّي ذو وجه وسطي ولكنه يسبح في مياه متجمدة، في انتظار أن تسطع شمس الحرية ليسبح بشكل أفضل، والمشروع الذي قدّمه برّي "تجليطة" ، لأن نصف لبنان يرفض الأرثوذكسي ، والنصف الآخر يرفض الستين، وبرّي جمع مرفوضين بمشروع واحد ، والذي يريد الإنتخابات بجديّة لا يطرح مشروع غير منطقي وغير مقنع.

والعماد ميشال عون لا يقبل بحكومة أمر واقع ولكن يقبل بقانون انتخابات واقع، ويدّعي حماية حقوق المسيحيين، ويعيش هم عدم التوقيع على الأرثوذكسي الوهمي وكأن هناك نكبة، والحقيقة هو جزء من هذه النكبة، وكتاب الإبراء المستحيل رواية وهمية بطلها ميشال عون ويعتبر بقية الناس لصوص، وسيأتي يوم وتكتب رواية واقعية إسمها الإفراء الممكن وسوف يكون أبطالها وزراء الإصلاح والتغيير الذين صلّحوا حساباتهم البنكية بالصفقات المشبوهة.

وسماحة السيد وضع لنا خيارين، إما الأرثوذكسي وإما النسبية على صعيد لبنان، فإما أن نقبل بأحدهما وإلا لن تُجرى الانتخابات. ورأى مكاري بأن مشروع 8 آذار أصبح واضحاً، وهو إفراغ الدولة من مؤسساتها ولا سيّما المؤسسات الأمنية، حتى يسرحوا ويمرحوا في البلد دون رقيب. ومن الأسباب التي لا يريد حزب الله إجراء الإنتخابات لأجلها، هي أنه ليس لديه من يجلس على الصناديق في حال تمت الإنتخابات، فكلّ شبابه يقاتل في سورية، وحزب الله لن يذهب لتحرير الجولان ولكنه يعطي بذلك الذريعة لإسرائيل لضرب لبنان. ويجرّ لبنان إما إلى حرب وإما إلى خراب اقتصادي وإنمائي كامل.

وفيما يخص التمديد فأشاد مكاري برئيس الجمهورية ميشال سليمان قائلاً: "بأنه أفضل الرؤساء الذين أتوا على لبنان في مرحلة ما بعد الطائف، وهو رئيس وسطي لا يقف إلا مع الحق. وفي حال تم التمديد له فلن أشعر بالأسى كما شعرت عند التمديد لغيره". والتمديد التقني للانتخابات أصبح واقعاً لا محالة لأنه لا يمكن إجراء الإنتخابات بسبب عدم وجود اعتمادات مالية، ولجان قيد، وهيئة إشراف. متمنياً أن يُعاد تكليف الرئيس تمام سلام لحكومة جديدة لأنه أفضل خيار على الساحة.

مجدّدا تأييده للثورة السورية مع توضيح موقفه من الجماعات المتطرفة التي يعتبرها هي والنظام وجهان لعملة واحدة.