لا أحد يعلم ما يحمله الغد للبنان، وما إذا كانت حلقات الجنون ستعود، وهل ستتشكل الحكومة أم أن الفراغ سيكون سيد المرحلة المقبلة، وكيف ستؤثر الأحداث السورية على مجريات الحياة اللبنانية..؟؟.

 بعد عقودٍ أربعة في السياسة وتفاصيلها، حاول النائب بطرس حرب في حلقة هذا الأسبوع من برنامج interviews  على شاشة المستقبل الإجابة على هذه التساؤلات، شارحاً القانون المختلط وكيف تم التوصل اليه في اللحظة الأخيرة.

حيث رأى حرب بأن ما حدث الأمس في جلسة مجلس النواب خطوة إيجابية على طريق إعادة تكريس التلاحم الوطني والعيش المشترك  بين اللبنانيين، والخيار المختلط هو الأمثل والأفضل للبنان، لأن الكل متفق على رفض الستين لأنه لا يؤمّن التمثيل الصحيح للناس، والقانون الأورثوذكسي يشكل شرخاً بين المسلمين والمسيحيين ويعطّل الديمقراطية في لبنان، ويعطي قوى 8 آذار 70 نائباً من أصل 128 نائب، وهذه سيطرة مطلقة، وإعادة النظر في الطائف الذي كرّس عملية المناصفة 50% للمسيحيين و50% للمسلمين، شبه مستحيلة، إلا إذا تم استعمال السلاح في تقتيل الناس، مؤكداً بأنه إذا مشى الأرثوذكسي فلا يمكن لأحد بعد أربع سنوات أن يحافظ على هذه النسبة للمسيحيين وبالتالي نكون بذلك قمنا بضرب الوجود المسيحي وأضعفنا وضربنا عملية المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

وأشار إلى أنه بوجود ميليشيات في البلد أقوى من الدولة مدعومة بقوة السلاح، لا تستطيع الدولة السيطرة عليها، نحن مضطرون للتفتيش على وسائل للحد من هذا الإنفلات، ولذلك من الضروري تغيير قانون الإنتخابات في لبنان كل أربع سنوات. وإن الحوار غير منطقي وغير وارد مع فريق يجلس على طاولة الحوار ويضع السلاح على جنبه، مهدّداً ب7 أيار جديد.

معبّراً عن عدم تفاؤله كثيراً بأن يتم التوافق في جلسة الغد، بسبب ردّات فعل عون وحلفاؤه، مشيداً بردة فعل الرئيس نبيه بري العاقلة والمسؤولة.

وأكد حرب بأن المجلس مضطر بأن يتخذ موقفاً إما بالتوافق وإما بالتمديد قبل 20 حزيران، وحزب الله حريص جداً على المحافظة على التحالف مع عون لأن ما يؤمّنه عون  لحزب الله من تغطية لبنانية ومسيحية لاستمرار سلاحه ووضع يده على الدولة، لا يمكن أن يؤمّنها له أحد آخر.

وفيما يخص موضوع الحكومة رأى النائب بطرس حرب بأن سلام أصبح مُلكاً للمهمة التي كُلّف بها، ومن المؤسف أن يتحول تشكيل الحكومة إلى مناسبة للإبتزاز السياسي، ولعملية تهويل وتهديد، وآن الأوان لنعيد للقانون هيبته في لبنان، مكرّراً دعوته للرئيس المكلف تمام سلام بعد انتهاء الجدل القائم حول قانون الانتخابات، التوجّه إلى رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، والخروج من هاجس 7 أيار. ورأى بأن تدخل حزب الله في سورية ضرب كل المقاييس التي اتُفق عليها في الماضي، بأن سلاح حزب الله للدفاع عن لبنان ضد العدو الإسرائيلي فقط، داعيأً حزب الله إلى التعقّل والتوقف عن زجّ لبنان أكثر في النيران السورية التي لم تجلب على لبنان واللبنانيين إلا الخراب.