إنّ المخابرات الإيرانيّة تتحرّك بتوجيه من بعض السياسيّن اللّبنانيّين ومن غيرهم حتّى تجعل من الطائفة الشيعية طائفة مرتبطة بإيران سياسيّاً، لكنّهم لم يعوا أنّ السّياسة ليست للسّياسة والمكر السّيّئ لا يحيق إلّا بأهله وأنّ سؤدد التّسافل سيكون نهايته سيادة المدافن السّياسيّة .
 

منذ سنين والشّرخ الطائفي يأخذ أمجاده بين السّنّة والشّيعة في المنطقة على العموم ولبنان بالأخصّ لا لخلاف فقهي إنّما لسمّ ديني سياسي أصله بلاد فارس مانعة التّطوّر لمآرب تخدم أيديولوجيّتها السياسيّة الدمويّة المتقادمة ...

 

 

أطلّت علينا قنوات حزب الله تزفّ خبراً كان بمثابة الصّدمة على وقع آذان العقلاء، فبشكل مفاجئ تمّ توحيد عيد الفطر الفطر بين السّنة والشيعة بأمر من خامنئي على خلاف ما جرت العادة، وطبعاً هذا له أغراضه السياسيّة الّتي لا تخفى على ناعمي الأظفار في هذا المجال؛

 


جو الإقليم يجري عليه طابع الشّحن والضّغينة بسبب سياسة الفريق الإيراني الذي يوجّه المحور الشيعي في لبنان وسوريا واليمن والعراق والبحرين وبعض الأقليات في الخليج العربي بغية زرع الفتنة الطائفية وتفريق صفوف النّاس من اجل السيادة والإستيلاء على أراضيهم وثرواتهم ...

 

اقرا ايضا ; خطاب نصر الله اليوم: بارانويا وإزدواجيّة ترسم خطوط النّهاية وولادة لبنان الجديد !!!

 

 

وكما المعادلة الثّابتة السّارية في الحياة حاملة مبدأ "كما تُدين تُدان"، وبعد كمّيّة الطغيان التي مورست على البلدان الّذي يجتاحها المدّ الإيراني وأبرزها لبنان لوجود حزب الله فيه، إرتأى نصر الله توحيد يوم "عيد الفطر" بين السنة والشيعة بصورة سريعة تمثّلت بتوقيت قلّ إنفاذه كان بُعيد الإفطار بمدّة لم تصل إلى الساعة طلباً لبرود الأرض التي تغلي تحت أقدامه في لبنان وخاصّةً بعد مهاجمته لثورة "١٧ تشرين" وقطع أسباب إستمراريّة الشعب اللبناني للعيش بكرامته على أرضه إرضاءً لحلفائه الّذين تخلّوا عنه وأسياده أصحاب شهادة الإمتياز في الغدر؛

 


طلب نصر الله من خامنئي توحيد العيد من أجل إستدرار عاطفة الطائفة السّنية التي نصبوا لها العداء وشهروا سيف التكفير في وجهها، فكانت هذه الخطوة بمثابة أوّل سهم في الأحداث التي تحفر في ذاكرة أبنائها متجانفاً لحيّز تدوير الزوايا مع المملكة العربية السعودية لأنّه لم يبقَ بنظره ما يمحق سجلّ الدماء التي تمّ إهراقها والبغض المصنوع من شياطين الإنس البعيد عن اللاهوتيّة والإنسانيّة بعد المشرق عن المغرب الّذي تمّ تشريبه في نفوس البشر سوى هذا الأسلوب لا لغاية التوبة والرّجوع إلى الحضن العربي إنّما مصداقاً للقصيدة التي كتبها الشيطان وكان عنوانها لم أجد اوفى من الغدر، فبعدما سمعنا بعض التصاريح الإيرانية بإستعداد إيران للتّقارب مع السعودية تبيّن أنّ جلّ ذلك بهدف تخفيف الحصار الإقتصادي عليها وهذا ما يؤكّد أنّ الدين لديها هو مصلحتها وأنّها تدور معه كيفما دارت تلك المصلحة؛

 


وبتعقيبٍ منمّق، ربّما أنّهم بدؤوا بالإستيعاب أنّ أقصر الطرق إلى القدس هو بتوحيد المسلمين لكنّ الجليّ أن مصلحة إيران فوق كل وحدة وبيت مقدس ...

 

 

في المقابل، عمل نصر الله على ثبوت عيد الفطر بين الطّائفتين غير آبهٍ لمخالفة حليفه لميثاق وحدة الصف الممهور بختم الثنائية المتماهية والمتمثّل ب "نبيه بري" زعيم حركة أمل الشيعية ورئيس مجلس النواب في لبنان ذات المرجعيّة السيستانيّة في العراق والّذي نفى نصر الله منذ فترة وجيزة حدوث أي خلاف بين "الثنائية الشيعية" ووصّف ما يُشاع بأنّه محض إفتراء، وهذا إن دلّ لا يدلّ سوى على الكمّ القاتل من النّفاق المتجذّر في الأصول الإيرانيّة !!!

 

 

وفي الختام، ختم الخبث والمجون الديني السياسي على قلوبهم وأبصارهم غشاوة فنشأت الفتنة بينهم وتغيّرت المعالم، فهم كما قال السيد موسى الصدر قُبيل أن يتمّ إخفاؤه بتواطؤ ملحوظ بغية تبوّؤ المناصب: "إنّ المخابرات الإيرانيّة تتحرّك بتوجيه من بعض السياسيّن اللّبنانيّين ومن غيرهم حتّى تجعل من الطائفة الشيعية طائفة مرتبطة بإيران سياسيّاً"، لكنّهم لم يعوا أنّ السّياسة ليست للسّياسة والمكر السّيّئ لا يحيق إلّا بأهله وأنّ سؤدد التّسافل سيكون نهايته سيادة المدافن السّياسيّة .