شغل موضوع سلاح "حزب الله" الحيّز الأكبر من تفكير جميع اللّبنانيّين منذ عام ٢٠٠٥ حتّى اليوم وتصاعدت حدّية الجدال في مسألة تسليمه في الآونة الأخيرة لمكان كاد أن يُغرق لبنان في بحر من الدّم ...

 

 

الشيخ "عباس الجوهري" وهو معترض شيعي ويُعدّ من خصوم حزب الله في السياسة، أطلّ على شاشة قناة الأم تي في كضيف لبرنامج "بيروت اليوم" في مقابلة تلفزيونيّة تتمحور حول الشأن اللبناني وكان أبرز أطروحاتها هو سلاح حزب الله؛

 


إنقسم اللبنانيّون بين موالٍ للسّلاح ومعارضٍ له فباتت الساحة اللبنانيّة محطّ كثير من التجاذبات السياسية التي تربأ عن الغوص في المشاعر أو محاكاة الأيديولوجيات بزوايا مدوّرة وبالأخصّ أنّ القادم على لبنان هو صعب ويفتقد للرّحمة في ظل العقوبات الإقتصادية وقانون سيزر وربّما الضربة القاضية التي لن تسأل على طائفة ولا مذهب وهنا كان دور العقلاء في إيجاد الحل الأسلم في الحفاظ على البلد ...

 

 

المعاناة التي يعيشها اللّبنانيّون والضغط الذي يستحكم على البلد كفيلٌ بأن يقتل الجنين في بطن أمّه، ولا بدّ من ترياق لعلاج الورم الإقتصادي والمجون السياسي الممارس على الناس بطريقة تصون ماء الوجوه وتنشل الشعب من الحضيض وتسير بهم على خطى بناء دولة القانون والمؤسسات دولة الحرية والعدالة الإجتماعية، دولة العلوم والمثقفين الّتي تجعل للبنان هيبة كما سائر الدول المتقدّمة، فكان طرح رئيس المركز العربي للحوار والدراسات هو العلاج الأنجع في حفظ الطوائف ولبنان وبناء الدولة فيه وتحقيق إنتصار حقيقي يتصدى للفقر المدقع والدين العام الذي يغرق فيه البلد !!!

 


على غير العادة ولأوّل مرة يسمع الناس حلّاً يحفظ مصالحهم ويصون كراماتهم ويقضي بإجلاء الخطر الآتي إلى لبنان ويمحق الدين العام عنهم إن أُحسن التصرف من جانب القيادات الشيعيّة وأبرموا صفقة خلاص البلد وحقّقوا نصراً لن ينساه التاريخ بل سيُحفر في طيّات الأمجاد؛

إقرأ أيضا :  بين المقاومة والمقاولة سيُعفى عن العملاء برفع رايات السّلام وأكثر !!!


فإقترح الشيخ عباس الجوهري (الّذي إعتبر أنّ السلاح قد حقّق عملاً نبيلاً في دحر الإحتلال من الوطن) أن يقوم حزب الله بالتواصل والتفاوض مع دول الخارج كما جرت العادة ويُقايض دمج السلاح بالدولة اللبنانية وإحتكار العنف الشرعي بيدها مرفودة بتجميل العلاقات مع سائر الدول العربية كما أي سلك دبلوماسي في أي دولة ناجحة مقابل إنتفاء الدين العام القائم على البلد وبذلك نكون قد وضعنا حجر الأساس في قيام الدولة وأرحنا الشعب من الأخطار المحدقة والدمار الشامل المحتمل قدومه بل وقدّمنا لهم الحياة الكريمة وعوضاً عن الإنتصار تتحقق إنتصارات تُرضي جميع الأطراف بلا غُبن أو تسجيل نقاط لأنّنا في مرحلة دقيقة حرجة وحسّاسة ستطيح بمكوّنات البلد بأكمله ...

 

 

كان هذا الطرح بخصوص جدليّة السلاح هو بمثابة الترياق والرّأي الألمعي لمرض العقوبات وربّما المصاب الأدهى المتوقع قدومه الّذي ستلحق تبعاته كلّ حجرٍ ومدرٍ في الوطن والكرة هي لدى أمين عام حزب الله الّذي بيده خلاص النّاس من الآني والعاجل والآجل فإمّا أن يضع يده بيد الجميع ويكون عرّاباً لنصرٍ حقيقي يبني الدّولة المدنيّة ويدفع جسامة ما نعيشه وسنعيشه ويُبعد المواطنين غير القادرين على تحمل أعباء إضافية من صراعات بتنا على مشارف نهايتها وإمّا سيضع نفسه والشيعة المتطرفين بخانة حرجة ستجعل الصغير قبل الكبير يردّد بحقّهم بيت الشعر القائل "أوردها سعدٌ وسعدٌ مشتمل، ما هكذا تورد يا سعد الإبل" ...

 

 

إنّ الستاتيكو الّذي يمرّ به البلد هو المصداق للهدوء الذي يسبق العاصفة، فلا وقت لتصفية الحسابات أو تسجيل النقاط لأنّ وطننا على المحك، إمّا أن نكون عقلاء ونرمي الأنانيّة جانباً على حساب بناء الدولة وإمّا أن نُمسي لا دولة ولا دويلة ...