أمريكا خائفة من تكرار تجربة العراق في سورية، وشرخٌ واضح في موقفها اتجاه استعمال الأسلحة الكيماوية في الصراع السوري، وتصفيقٌ دولي عربي للمشاورات الروسية الأمريكية، التي يُنتظر منها اليوم أن تثمر حلولاً فيما يخص الوضع السوري.

فأثارت تصريحات محققة الأمم المتحدة كارلا ديل بونتي ردود فعل قوية عندما قالت إن لديها شواهد مادية قوية غير مؤكدة، على احتمال استخدام مقاتلي المعارضة السورية لغاز السارين.

فيما أصر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني على أن ديل بونتي مخطئة، وأن نظام الأسد قد يكون هو المتورط في استخدام تلك الأسلحة. وكذلك أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأن قوات الرئيس السوري بشار الأسد تجاوزت الخط الأحمر الذي حدده الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأطلقت صواريخ تحمل أسلحة كيميائية على خصومها منذ فترة طويلة.

والظاهر بأن موقف الولايات المتحدة يبدو معقداً، فهي تطلب من كارني وغيرها أن يستبعدوا فكرة تورط مقاتلي المعارضة في استخدام ذلك النوع من الأسلحة، بينما لم تصل بعد إلى تأكيد تورط النظام في ذلك،و نائب الرئيس الاميركي جو بايدن أشار إلى أن واشنطن حذرة جداً في الملف السوري، نظراً للأخطاء التي ارتكبت خلال غزو واحتلال العراق عام 2003.

ونفى بدوره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجود أي نية لإلغاء عمل اللجنة المعنية بالتحقيق في احتمال استعمال الاسلحة الكيميائية في سورية بسبب منع السلطات السورية وصولها إلى البلاد.
في الوقت الذي يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يقوم بزيارة عمل قصيرة الى روسيا.، وكان كاميرون قد أعلن بأن الأزمة السورية هي الموضوع الرئيس الذي يود ان يبحثه مع بوتين، مؤكدا على ضرورة بدء المباحثات تمهيدا للانتقال السياسي ووضع نهاية لهذا النزاع.

أعلن يان الياسون النائب الاول للامين العام للأمم المتحدة للصحفيين، ان الاخضر الابراهيمي المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية وافق على البقاء في هذا المنصب بعدما حصل الاتفاق الروسي الامريكي على عقد مؤتمر دولي حول سورية. ورحب الياسون بهذا الاتفاق، قائلاً: "كنا بانتظار ذلك منذ فترة طويلة، ونحن لا نرى ان الحل العسكري ممكن، وخاصة في الوقت القريب". وكذلك رحب نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية بالجهود الروسية الامريكية، داعياً الحكومة السورية والمعارضة الى انتهاز الفرصة للاتفاق بشأن تشكيل حكومة انتقالية.

فهل ستتوصل المشاورات الأمريكية الروسية إلى حلّ، أم أن هذا التصفيق الحادّ لم يجدِ نفعاً، ولم تنهِ هذه الراقصة الروسية الأمريكية رقصتها التي طالت على مأسات الشعب السوري...