فاض كأس رئيس الحكومة حسان دياب وانفجر خلال جلسة بعبدا الشهيرة، بعدما وقع ضحية أعمال غيره من "متسلقي النعم السياسية". وصف دياب البعض ممّن يعكرون صفة عيشته الحكومية بـ "الشياطين" الذي يحترفون أعمال الوشاية داخل الصالونات دمن دون أن يكشف عن هويتهم، رغم أنّ البعض يعتبر أن هذا الأمر لم يعد صعبًا إذا ما أشير إلى "زيارة وزيرٍ سابقٍ برتبةِ إعلاميٍّ موفدًا من رئيسِ حزبهِ إلى بلاطِ دولةٍ خليجيةٍ لها تأثيرها في لبنان".

 


يُستبعد من قبل البعض، أنّ كلام دياب لا يقصد به انتقاد الرئيس سعد الحريري من أجل "تصفير المشاكل سنيًا"، رغم أنّه لا يمكن اخفاء الواقع الذي يقول أنّ المواقف الخاصة بالرئيس الحالي كان يُقصد بها الحريري.
يقوم الأخير- أي الحريري، بالتصرف على أساس أنّه "بي الطائفة" بحسب ما صرّح من قبل، لذا هو لن يقبل بأنّ "تؤمن المعابر السياسية" إلى دياب من دون الأخذ برأيه.

 


وصف الحريري ذات مرة دياب بعبارات بشعة، بحسب ما كشف أحد الزوار الدائمين له، وقبلها كان قد ضرب على صدره في حال سمح له بالخروج من السراي، وهو ما وُصف بالأمر "الكيدي" من قبله، وعدم إمكانه التفريق بين الأمور الشخصية والسياسية.

 

بعض المصادر أكّدت بأنّ جولات الحريري خليجيًا (الإمارات والسعودية) لم تكن تتمحور حول إعادة المياه إلى مجاريها بينه وبينهم، بل من أجل الطلب بعدم إعطاء دياب التأشيرة من دون الرجوع إليه، كونه "مفتاح الطائفة السنية" بالنسبة إلى الخليج، والسؤال هنا إذا ما كان قد استطاع أن يحقق ذلك بالفعل، لأنّ  تفاصيل تلك الزيارة ما زالت مجهولة. لكنه لن يوفر جهده بتشويه صورة دياب خارجيًا ويحاول أن يمنعه بالوصول إلى السعودية والإمارات أو البحرين.

 


فرئيس الحكومة السابق يريد أن يوحي أنه صاحب الصلاحية في تأمين زيارة دياب إلى الخليج وأنه لا مشكلة لديه في "فتح البوابة" عندما يتطلب الأمر ذلك. من هُنا، مرّرَ إلى "حاشيته السياسية" ضرورة تسريب أجواءٍ توحي بأنّه ليس لديه مشكلة في تأمين مواعيدٍ لدياب وغيره في الخارج لكن بشرط كسب تفويضٍ رسميٍّ من رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء.
أمّا عن موقف دياب، فلا يعير هذا الأمر اهتمامه حاليًا، حتى أنّ لا تصوّر قريب يخصّ جولاته العربية والخليحية، بل إنّ ما يجري الحديث عنه اليوم يأتي في السياق الطبيعي لأي رئيس حكومة في لبنان يؤمم عهده بجولةٍ عربيةٍ خارجيةٍ.


وحتى هذه اللحظة، وكما تشير المصادر المقربة منه، أنّ الدعوة العربية الوحيدة التي تلقاها رسميًا كانت من قطر، وهي حاليًا على قائمة الانتظار ر ريثما تتبلور الأمور بعدما أسديت إليه نصائح بعدم تدشين الجولة بزيارة الامارة المقاطعة خليجيًا. وبالمقابل، لم يقم بطلب من أي سفير عربي أن يؤمن له أيّ مواعيد في الخارج حتى الآن.

 

فيما بعض المعلومات جزمت أن دياب ماضٍ في طريقه إلى قطر، وهو إدعاءٌ أو إيحاءٌ ينطوي على نيةٍ في توريطه أمام السعودية ومحاولة إظهاره كطرفٍ سياسيٍّ يناصبها الخصومة.
يعي دياب تمامًا بأنه لا بد من جولةٍ عربيةٍ، لكنه لن يخوض غمارها قبل عمر الـ 100 يوم في حكومته، أيّ المهلة التي وضعها لنفسه من أجل تأمين المسارات لخطواته، ويبقى الأهو بالنسبة إليها هو الشأنَيْن الاقتصادي والمالي.  

 

الكثير من التأويلات أحاطت بكلام دياب عند زيارة السفير الفرنسي في بيورت برنارد فوشيه إلى دياب، حيث أعلن بدوره أنّه سيقوم بجولة في النصف الثاني من شهر آذار، وهو ما فسره البعض انتظار الموافقة على طلبه لزيارة باريس، رغم أنّ "أي من المقربين إليه أكد هذه المقولة"، بينما أكّد أحدهم أن دياب لن تطأ قدمه أي بلد قبل زيارة الدول العربية والخليجية.