ما زال التباين في وجهات النظر الدولية حول الصراع السوري طاغيا، فعلى الرغم من تكثيف اللقاءات والاتصالات والمشاورات وآخرها لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري برئيس الوزراء الروسي، والذي لم يتبلور عقبه اتفاق نهائي.

الولايات المتحدة الأمريكية تهدد بتسليح المعارضة ، وروسيا تدّعي الحفاظ على الأمن السوري.

وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يمكن أن يشارك في حكومة انتقالية في سورية.
وكانت واشنطن قد جددت التأكيد على أن كل الخِيارات ما زالت مطروحة بشأن سورية، ومن بينها تزويد المعارضة بأسلحة فتاكة.
من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا ستعمل كل ما بوسعها، لتعزيز الامن على الارض لكي لا يتمكن أحد من اشعال نيران الحرب.
وحول المشاورات التي تجري بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية أوضح باتريك فيتنريل مساعد المتحدث باسم الخارجية الامريكية في مؤتمر صحفي له يوم الاربعاء ان زيارة جون كيري لموسكو تهدف الى تحريك عملية التسوية السياسية في سورية من نقطة الجمود وترجمة بنود بيان جنيف على ارض الواقع، واشار فينتريل الى ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تدرك مدى صعوبة المهمة الماثلة امام روسيا والولايات المتحدة.

بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني الى عدم الاستعجال باستخلاص النتائج النهائية بهذا الخصوص، لأن السلطات السورية كانت قد توجهت الى الامم المتحدة بطلب اجراء التحقيق في المعلومات عن استخدام المعارضة المسلحة للاسلحة الكيميائية في ريف حلب.

والجدير بالذكر ان رئيس الوزراء البريطاني ينوي مناقشة الملف السوري خلال زيارته لروسيا يوم 10ايار الجاري.حيث قدمت الحكومة البريطانية عددا من الاقتراحات الى الاتحاد الاوروبي حول كيفية تعديل حظر السلاح المفروض على جماعة المعارضة الرئيسية في سوريا، وهي الائتلاف الوطني السوري.وتقول بريطانيا ان الاتحاد الاوروبي بحاجة الى مزيد من المرونة حتى يتمكن من التعامل مع التصعيد المتواصل للصراع في سوريا.

في غمرة هذه التحركات، لا بد من القول أن هناك تسوية دولية ما تلوح في الأفق، خصوصا تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية بدون الرئيس السوري بشار الأسد الذي تشترط أطراف المعارضة السورية على عدم تقبل أي فكرة أو طرح ما لم يستثنَ الأسد منها، تسوية سيكلف بلوغها تزايد شراسة المعركة وهدر المزيد من الدم السوري.