تلتزم الجمعية اللبنانية بالمحافظة على السرية المطلقة للمتّصل، والهدف الأكبر تقديم الدعم النفسي للأفراد الذين يحتاجون إليه وإبعاد شبح الأفكار الإنتحارية عنهم
 

خسرت عدة مناطق لبنانية في غضون أيام قليلة، العديد من أبنائها بطريقة مأساوية تزامنًا مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يغوص فيها البلد منذ ما يزيد عن شهر.

 

"لبنان ينتحر"، هذا التوصيف الذي أُطلق منذ أيام كان الأدق بعدما قرر عدة اشخاص إنهاء حياتهم بفارق ساعات فقط، لتنطلق بعدها وبالأخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبادرات فردية وجماعية وأخرى خاصة بجمعيات لمساعدة كل من يعاني نفسياً أو وجد نفسه قد وصل إلى طريق مسدود.

 

جمعية  Embrace التي انطلقت في عام 2017، من الجمعيات اللبنانية التي تحثّ أي فرد لديه ميول انتحارية على الحديث بشعار "خلينا ننهي الصمت تننهي الانتحار".

 


الخط الساخن 1564 الخاصّ بالجمعية يبقى في الخدمة منذ الساعة ١٢ ظهرًا حتى الساعة ٢ بعد منتصف الليل، بحسب ما تؤكد المديرة التنفيذية للجمعية، ليا زينون، لموقع لبنان الجديد، مؤكدة أنّهم في صدد العمل على إضافة ٣ ساعات ونصف الساعة العام المقبل، وقد يُصبح يصبح الخط متاحاً طوال الوقت فيما بعد، لكن التكاليف الباهظة تؤخّر هذه الخطوة في الوقت الحالي، و"نحن بحاجة للمزيد من الدعم من أجل نجاح هذا المشروع"، كما تقول.

 


وتشير زينون إلى أنّهم كجمعية يقدّمون دعمًا نفسيًا عبر الهاتف للأشخاص الذين يمرّون بضغوطات نفسية أو لديهم بعض الأفكار الإنتحارية، من خلال تقييمها والتخفيف منها بالتنسيق مع معالجة نفسية، مع المحافظة على خصوصية المتصلين وسريّة المكالمات. فالإفصاح عن إسم المتصل والتفاصيل الخاصة به تعود لرغبته، وبالتالي ليس بالضرورة أن يعرّف عن نفسه.

 

إقرأ أيضًا: الجلسة التشريعية المقبلة غير دستورية.. والمحامي حسن بزي:«لن تمرّ هذه القوانين ولو على دمنا»


وعن زيادة عدد الاتصالات تقول: "كان يرِد حوالي الـ 150 مكالمة في الشهر وعندما نظهر في الإعلام كانت الاتصالات تزيد وتصل إلى 260. أمّا خلال هذا الأسبوع كبلد مثل لبنان ونظرًا إلى الأوضاع الصعبة، وصل عدد الاتصالات إلى أكثر من 100 في اليوم الواحد".
وبحسب زينون، تنقسم أعداد هؤلاء من يطلب المساعدة النفسية، وبين من يفكّر بالانتحار وبين من يُحاول أن ينتحر. وعن إيجابية النتائج تؤكد: "نلمس نحن والمتصلون النتائج الإيجابية، حيث يبدأ المتّصل بحالة وينتهي بحالة أخرى مختلفة، ونتمنى لو أنّه باستطاعتنا أن نعرضها أمام الجميع، حتى أنّنا فتحنا خطًا مغايرًا بسبب المكالمات الكثيرة التي نتلقّاها التي تعرض المساعدة على هؤلاء الأشخاص".

 


وبلغت عدد حالات الانتحار في لبنان حتى شهر سبتمبر الفائت 105 حالات، وفي غضون أيّام قليلة من شهر ديسمبر الجاري، أٌقدم 3 أشخاص على إنهاء حياتهم، فيما تبلغ درجة لبنان 160 من أصل 183 دولة.