واليوم بات الحفاظ على هذه الثورة مسؤولية كبيرة مسؤولية وطنية واخلاقية مسؤولية كبيرة بحجم الآمال والتطلعات، الأمال ببناء وطن حقيقي والتطلعات ببناء الدولة الحقيقية القادرة على استعادة الوطن الذي نحلم به جميعا.
 

لم تكن كلمة الثورة واردة في قاموس اللبنانيين حتى 17 تشرين الاول 2019، فقد رسم هذا التاريخ الصورة الجديدة لمعنى الثورة في أذهان اللبنانيين بعدما كانت أمنية أو حلماً، وبعدما كانت مشاهد الثورات في العالم العربي تدغدغ مشاعرهم.

أما اليوم ومع ولادة ثورتهم فقد أثبتوا  أنهم الكلمة الاصعب في تاريخ لبنان، فبعد مضي الشهر الاول ما زالت التضحيات تكبر والإنجازات تكبر بعدما تجاوزوا أنظمة الظلم والظلام، وأنظمة الطائفية والمذهبية، أنظمة السلطة التي كانت تنتصر عليهم بالفتنة المذهبية كأداة للتخويف والتهويل والتخدير، فتجاوزت هتافات الثورة كل المحاذير الطائفية وكان الرئيس الماروني والرئيس الشيعي والرئيس السني سواسية في الهتافات ضد دولة الفساد والطائفية والمحاصصة والنهب المنظم.

في هذه الثورة لم تعد الطائفة ولا المذهب حصناً لأحد لم يعد ثمة مقدسات سوى الوطن والهوية والجمهورية والقانون.

 

إقرأ أيضًا: تداعيات الحراك الشعبي: انقلاب في حزب الله؟

 

في هذه الثورة لم يعد ثمة حصانات مزورة كما ينبغي أن يكون؟ ولم يعد ثمة زعامات ولا أحزاب يحق لها ما لا يحق لغيرها، وقد أصبحت الكلمة لوطن  وشعب يريد أن يستعيد دولته وهويته وانتماءه.

مع بداية الشهر الثاني لهذه الثورة تؤكد عزمها على المضي كعلامة مضيئة في تاريخ لبنان، كمحاولة جريئة للتغيير وفرض المعادلات الشعبية، كإرادة حقيقية في بناء دولة العدل والمساوات، ودولة القانون والمؤسسات.

في بداية الشهر الثاني تتراكم الإنجازات المشرفة والتي من أهمها نبذ الطائفية فبات اللبنانيون طائفة واحدة تجاوزا الحدود والمذاهب نحو لبنانهم الجديد فكانت الساحات واحدة والهتافات واحدة والقبضات واحدة وكانوا شعبا واحدا وقد ولدت مع هذه الثورة الهوية الوطنية الجديدة خارج الطوائف والمذاهب والأحزاب.

واليوم بات الحفاظ على هذه الثورة مسؤولية كبيرة مسؤولية وطنية واخلاقية مسؤولية كبيرة بحجم الآمال والتطلعات، الأمال ببناء وطن حقيقي والتطلعات ببناء الدولة الحقيقية القادرة على استعادة الوطن الذي نحلم به جميعا.