إن الصرخة الشيعية خصوصا واللبنانية عموما لم تعد تحتاج إلى خطابات الترقيع والإستيعاب بقدر ما هي بحاجة إلى معالجات حذرية على كل الأصعدة وطالما يريد حزب الله المحافظة على العهد والوعد والتفاهم مع التيار الوطني الحر ومع رئيس الجمهورية فهو مدعو أيضا إلى المصداقية والجدية مع جماهيره وبيئته التي هي أهم من رئاسة ميشال عون وأهم من التفاهم الذي أصبح الشيعة يدفعون ثمنه بالبطالة والتهميش والحرمان .
 

على وقع التظاهرات الشعبية التي شهدتها الساحات اللبنانية خلال اليومين الماضيين ذهب السياسيون إلى محاولات امتصاص النقمة الشعبية، حاولوا جميعهم الهروب إلى الأمام من جبران باسيل في قصر عمه إلى الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط إلى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بمناسبة أربعين الإمام الحسين.
كل سياسي ذهب على طريقته إلى محاولات امتصاص النقمة الجماهيرية التي اشعتلتها الضرائب ولكنها صرخة طويلة عريضة على كل السائد في البلاد من الأزمة المعيشية إلى الفساد المالي والإداري إلى تجاوزات العهد ومسؤوليه وحاشيته وأزلامه إلى كل تصرفات وتجاوزات كل الأحزاب في السلطة منذ عشرات السنين.

إقرأ ايضاً : البيئة الشيعية تكسر حاجز الخوف

 

أكد الجميع على تفهم الحركة الشعبية ومطالبها دون اللجوء إلى المعالجات الجذرية، ذهب الجميع إلى خطاب التضامن والإستيعاب وحصل التركيز على قضية الضرائب وحدها فيما الإحتجاجات على كل ما يحصل من تجاوزات في السياسة والمعيشة والمال والإقتصاد وكل ما حصل من سرقات ونهب للمال العام، يتحدثون وكأنهم بعيدون عما جرى ويجري، يتحدثون بواد و الناس ومطالبهم بواد آخر وما في ذلك إلا محالات قديمة جديدة لمصادرة حركة الشارع على وقع الوعود الجديدة والإجراءات الجديدة فيما المطلوب يحتاج إلى أكثر من 72 شهرا للمعالجة مع غياب اي خطط جدية وهادفة للمعالجات الحقيقية.

الأمين العام لحزب الله ذهب إلى توصيف الأزمة بالضرائب وحدها فيما التظاهرات تطالب بما هو أبعد من ذلك بكثير وقد تعدت المطالب قضية الضرائب إلى الفساد المستشري والمحسوبيات والصفقات وإخفاقات العهد الذي يحظى بشكل أساسي على تغطية من حزب الله على كل المستويات .

أراد السيد نصر الله الهروب إلى الأمام ولم يتحدث بما حصل في البيئة الشيعية تحديدا التي استيقظت بعد سبات وليس اعتراضا على الضرائب وحدها بل على كل السائد في الجنوب والبقاع وكل البيئة الشيعية بسبب الإهمال والحرمان واللامبالاة.

إن الصرخة الشيعية خصوصا واللبنانية عموما لم تعد تحتاج إلى خطابات الترقيع والإستيعاب بقدر ما هي بحاجة إلى معالجات حذرية على كل الأصعدة وطالما يريد حزب الله المحافظة على العهد والوعد والتفاهم مع التيار الوطني الحر ومع رئيس الجمهورية فهو مدعو أيضا إلى المصداقية والجدية مع جماهيره وبيئته التي هي أهم من رئاسة ميشال عون وأهم من التفاهم الذي أصبح الشيعة يدفعون ثمنه بالبطالة والتهميش والحرمان .

وإن مسيرة الأربعين وخطاب الإمام الحسين عليه السلام في ذكراه يستدعي وقفة ضمير مع الذات هل كنا حقا على مستوى تضحيات الإمام الحساب ودمائه الزاكية وهل كنا حقا على مستوى معارضة الإمام الحسين للظلم والاستبداد والإهمال وهل كنا حقا على مستوى تضجيات الإمام الحسين عليه السلام من أجل الإصلاح والتغيير أم أن هذه المناسبة أضحت من الطقوس التي لا معنى لها ؟