لقد ذهب بعض السياسيين يوم أمس إلى الحديث عن استهداف العهد ويستنكرون على هذا الشعب تظاهراته ضد الإنهيار والفساد والسرقة وقد أثبتوا بذلك مزيدا من الوقاحة، وقد أثبتوا أن وقاحة السياسيين اللبنانيين لا سيما دعاة الإصلاح والتغيير هي من أبشع المشاهد التي يمكن تراها في عالمنا العربي هم يستنكرون على هذا الشعب وجعه وموته وانهياره وهم كذبون ويعلمون أنهم يكذبون.
 
هذا العجوز الذي أدمى عيوننا وقلوبنا يوم أمس من ساحة رياض الصلح هو صورة طبق الأصل عن كل لبنان، هو وجع كل لبناني وهو صوت كل لبناني، هو وصمة عارٍ جديدة تضاف على وجه هذا "العهد" العجوز القاصر الواهن والضعيف، وهذه السلطة بكل مكوناتها وزعمائها.
 
هذا العجوز هو جزء لا يتجزأ من هذا الشعب الذي كفر برؤسائه وزعمائه وأحزابه وخرج يوم أمس إلى الشارع ليقول كلمته، وليبصق على كل هذه الطبقة الحاكمة بزعمائها وأحزابها وسياسييها لأنه عرف بوجودهم معنى الكذب والخداع والمعنى للفساد والسرقة ونهب الدولة وتعطيل مؤسسساتها.
إن تظاهرات الأمس ما هي إلا لحظة غضب على السائد على انهيار البلد عللا العهد الذي لم يصن الامانة وعلى العهد الذي خرج على خطاب القسم على العهد الذي يقود هذا الإنهيار البشع وسط إصرار حكومي ورسمي على استمرار الفساد و تكريسه كمسلمة من مسلمات البلد.
إن التظاهرات التي بدأت يوم أمس يجب أن لا تكون عفوية ويجب أن لا تكون مجرد فورة غضب وتنتهي لأن المشكلة دائمة ومستمرة ما دامت هذه الطغمة الحاكمة هي ذاتها، يجب أن تكون هذه التظاهرات بداية التغيير وقد آن الأوان أن يكون هذا الشعب على مستوى مسؤولية الوطن والدولة والجمهورية.
هذا الشعب لو تجاوز طائفيته وحزبيته وزعيمه وولاءاته السياسية لاستطاع أن يفعل الكثير لأنه شعب يملك ما يكفي من الوعي والإرادة والعزم والإصرار والتحدي .
لقد ذهب بعض السياسيين يوم أمس إلى الحديث عن استهداف العهد ويستنكرون على هذا الشعب تظاهراته ضد الإنهيار والفساد والسرقة وقد أثبتوا بذلك مزيدا من الوقاحة، وقد أثبتوا أن وقاحة السياسيين اللبنانيين لا سيما دعاة الإصلاح والتغيير هي من أبشع المشاهد التي يمكن تراها في عالمنا العربي هم يستنكرون على هذا الشعب وجعه وموته وانهياره وهم كذبون ويعلمون أنهم يكذبون.
 
كما ذهب بعض الأحزاب إلى إشاعة أجواء التخريب على التظاهرات والحراك الشعبي تحت شعار حماية المقاومة تلك الشمّاعة التي انهارت بسببها البيئة اللبنانية وبقيت ولا تزال تحت أسوأ الظروف المعيشية والإقتصادية وهم يستغلون وجع الناس وموت الناس وفقر الناس تحت شعار المقاومة .
 
نريد أن نسأل هؤلاء لماذا تريدون مصادرة هذا الحراك؟ ما هي البدائل المتوفرة لديكم وقد انهار البلد بسببكم وبات اللبنانيون جميها ضحايا لهذا العهد ووصاية الأحزاب والزعامات؟ .
هل يجب أن يستمر الإنهيار؟ ولمصلحة من إنهيار البلد كله على رؤوس اللبنانيين جميعهم؟ ما هي الحلول المتوفرة لديكم إلا المزيد من السرقات والصفقات وهل على الشعب أن ينتظر موته لأجلكم ولأجل كراسيكم؟