الهجوم الأخير الذي استهدف منشأتي نفط في السعودية، شكل نقطة تحول كبيرة في الموقف الأوروبي حيال إيران.
 
 تزامنا مع بداية أعمال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا تأييد الموقف الأميركي في تحميل إيران المسؤولية حيال التوترات في منطقة الخليج العربي.
 
ومن شأن هذا الموقف أن يزيد من حدة الضغوط الدولية على طهران وإجبارها على الخضوع إلى الإرادة الدولية فيما يخص برنامجها النووي المثير للجدل وسياساتها العدائية حيال دول الجوار.
 
وشكل الهجوم الأخير الذي استهدف منشأتي نفط في السعودية نقطة تحول في الموقف الأوروبي والدولي حيال إيران بعد ثبوت تورطها في هذه الهجمات الغير مسبوقة.
 
وأيدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا الولايات المتحدة وألقت باللوم على إيران في الهجوم على منشأتي نفط بالسعودية، وطالبت طهران بالموافقة على محادثات جديدة مع القوى العالمية بشأن برامجها النووية والصاروخية وقضايا الأمن الإقليمي.
 
وأصدرت الدول الثلاث بيانا مشتركا عقب اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
 
لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استبعد أمس الاثنين إمكانية التفاوض على اتفاق جديد مع القوى العالمية، قائلا إن الشركاء الأوربيين فشلوا في الوفاء بالتزاماتهم المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
 
وسعى الزعماء الأوروبيون لتهدئة المواجهة بين طهران وواشنطن منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل ما يزيد على عام من الاتفاق النووي الذي ضمن لإيران الوصول للتجارة العالمية مقابل كبح برنامجها النووي.
 
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران العام الماضي وشددتها هذا العام، وردت إيران بانتهاك بعض القيود على المواد النووية في الاتفاق، وأعطت مهلة غايتها أكتوبر ستخفض بعدها التزاماتها أكثر ما لم ينفذ الأوروبيون وعودهم بإنقاذ الاتفاق.
 
وجاء في البيان المشترك لبريطانيا وفرنسا وألمانيا "حان الوقت لإيران كي تقبل بإطار مفاوضات طويل الأمد على برنامجها النووي وكذلك على القضايا الأمنية الإقليمية، والتي تشمل برامجها الصاروخية".
 
وزاد التوتر عقب الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين الذي ألقت الرياض وواشنطن باللوم فيه على إيران.
 
ووجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الشكر للبلدان الأوروبية على بيانها الذي وجه اللوم لإيران، قائلا "هذا سيعزز الدبلوماسية وقضية السلام".
 
ولطالما سعت الولايات المتحدة منذ إعلانها الانسحاب من الاتفاق النووي إلى إقناع الدول الأوروبية بضرورة اتخاذ موقف حسام من الاتفاق النووي الإيراني والعمل بالاشتراك مع واشنطن على تشديد الضغوط على نظام ولاية الفقيه.
 
وقاد ماكرون مسعى أوروبيا خلال الصيف لإيجاد حل وسط بين واشنطن وطهران ويريد اغتنام فرصة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإحياء الجهود الدبلوماسية.
 
وعندما سُئل عن مساعي ماكرون للوساطة، قال ترامب "نحن لا نحتاج إلى وسيط...هم (إيران) يعرفون من الذي يتم الاتصال به".
 
وقال المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك إن الولايات المتحدة ستكثف الضغط على طهران.
 
وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى لمعالجة القضية من خلال الدبلوماسية وجهد متعدد الأطراف، وأن هناك دورا لمجلس الأمن الدولي لكنه لم يذكر تفاصيل.
 
من جانبه، قال جونسون إن ترامب "هو الشخص الوحيد الذي يستطيع إبرام اتفاق أفضل...أتمنى أن يتم التوصل إلى اتفاق ترامب".
 
وفي محاولة يائسة للتهدئة وامتصاص الموقف الغربي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني عقب وصوله إلى نيويورك إن رسالة بلاده للعالم هي "السلام والاستقرار ونريد أيضا أن نقول للعالم إن الوضع في الخليج الفارسي حساس للغاية".
 
وقال مسؤول خليجي رفيع المستوى طالبا عدم نشر اسمه إنه ينبغي أن تشترك دول الخليج والولايات المتحدة والأوروبيون ودول أخرى في "دبلوماسية جماعية" لنزع فتيل التوتر.
 
وأضاف "ينبغي ألا يقتصر الحديث بعد الآن على الاتفاق النووي وإنما أيضا برنامج إيران الصاروخي وسلوكها في المنطقة، وهي أمور على نفس القدر من الأهمية إن لم تكن أكثر أهمية".
 
تباين المصالح يعدّل المواقف الدولية من استهداف منشآت النفط السعودية