أليس من مسؤولية العهد القيام بكل الإجراءات المتاحة للحد من الفساد والسرقة واسترجاع المال العام؟ أين أنتم من خطاب القسم.
 
يتحضر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمغادرة لبنان صباح غد الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى الدورة الرابعة والسبعين للأمم المتحدة، ولإلقاء كلمة لبنان الأربعاء المقبل، وانتشرت معلومات صحفية تتحدث عن التكاليف المفترضة لهذه الزيارة والتي قدرت بحوالي مليون دولار أميركي فيما لم تمض ساعات على دعوة رئيس الجمهورية المتكررة للبنانيين  بالتقشف للمساهمة في معالجة الأزمة الإقتصادية التي يعانيها لبنان.
 
بين تكاليف هذه الزيارة ودعوة فخامة الرئيس التقشف ثمة من يتساءل من اللبنانيين عن مدى التطابق والجدية بين نفقات هذه الزيارة والدعوة  إلى التقشف في وقت تقترب فيه البلاد من حافة الإنهيار الإقتصادي وفي وقت يتسوّل فيه رئيس الحكومة بعض الدول لمساعدة لبنان لا سيما في فرنسا التي قصدها من أجل إعادة تحريك ملف "سيدر"  وسط استياء الدول المشاركة في سيدر من عدم قدرة اللبنانيين على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ووسط تهكم  ديبلوماسيين أجانب على ما يقوله المسؤولون اللبنانييون حول ضرورة الاصلاحات الإقتصادية منذ سنوات فيما هم أنفسهم لم يقدموا أي شيء ولم يساهموا في أي من هذه الإصلاحات لتجاوز الأزمة الإقتصادية.
 
عهد التقشف التسمية الجديدة التي انطلقت على هذا العهد لتضاف إلى التسميات الأخرى لمواجهة ما يسمى بالعهد القوي تلك التسمية التي أُطلقت كذبا وزورا في الوقت الذي نشاهد فيه الإنهيارات تلو الإنهيارات منذ بداية هذا العهد ولم تزل الانهيارات متواصلة وأخطرها ما يحكي عن الإنهيار المالي المرتقب بشهادة أخصائيين في الداخل والخارج.
 
ماذا بقي للبنانيين في هذا العهد لكي يذهبوا إلى التقشف وماذا يملك اللبناني لكي يقدمه للدولة ولكي يساهم في معالجة الأزمة الإقتصادية هل ترك العهد شيئا للبنان واللبنانيين وخزينة الدولة؟  وهل ترك الفساد شيئا للبنانيين ليساهموا في حل المشكلة وماذا بقي من لبنان ماليا واقتصاديا واين هي اليوم مؤسسات الدولة والمرافق العامة؟ 
 
من الذي يجب أن يقوم بالتقشف يا فخامة الرئيس في وقت تأتي تكاليف الزيارة الى نيويورك لتضيف الأعباء والديون وتزيد الإنهيار.
 
خاطبوا اللبنانيين بالحقيقة وتحدثوا عن المشكلة بتجرد بعيدا عن الكذب والخداع ، اليسنا مقبلون على الانهيار المالي، وأليست الحلول المتوفرة عصية على التنفيذ نتيجة الفساد وانعدام قوانين الرقابة والمحاسبة أليس من مسؤولية العهد القيام بكل الإجراءات المتاحة للحد من الفساد والسرقة واسترجاع المال العام؟ أين أنتم من خطاب القسم.
 
يذهب اللبنانيون في كل منعطف خطير الى النكتة ويتبادلون التهكم  والسخرية على العهد والحكم والحكومة أما المواقف الجدية الهادفة فهي شيه معدومة لأن اللبنانيين شعب تحكمه الطائفية والحزبية السياسية شعب بلا عوية وطنية وبلا إنتماء وطني وإلا لكان بألف خير .