رؤية رئيس المركز العربي للحوار والدراسات في القضايا والملفات المحلية والعربية.
 
الموقف اليوم يتمثل فيما أطلقه رئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري على قناة الـ MTV ضمن برنامج "بيروت اليوم" الذي أطلّ فيه على مجمل القضايا والأحداث والملفات في المنطقة بمنطق سياسي واع ومعتدل في الوقت الذي نشهد فيه المزيد من المواقف الحادة التي يراد منها إشاعة الفتنة والتوتر في لبنان والمنطقة.
 
الشيخ عباس الجوهري برؤيته وتصوره وحكمته استطاع أن يقارب الملفات بالعقل الواعي والمنفتح بعيدا عن أي إساءة أو استغلال وهو أفصح عن مكنون كاف من الإطلاع والدراية في الكثير من الملفات السياسية والإجتماعية وغيرها وأثبت من جديد قدرة المعارضة الشيعية في لبنان على تكوين  رأي خارج السائد، رأي يقوم على مبدأ المشاركة البناءة والنقد البناء بما يسهم في توجيه البوصلة نحو وجهتها الحقيقية في الكثير من القضايا الخلافية.
 
   مقاربات واعية وهادفة ومسؤولة قدمها الشيخ الحوهري خلال لقائه التلفزيوني ليؤكد مرة جديدة نقاء الفكرة وصوابية الأهداف ووطنية المواقف  بعيدا عن أي إملاءات أو عواطف أو احكام مسبقة على هذا أو ذاك بالرغم من الحملات الشرسة والمسيئة التي تعرض لها ولا يزال من الخصوم أو الحلفاء .
 
الجوهري دعا إلى الابتعاد عن استثمار 
العاطفة في التوجّهات السياسيّة ولاسيّما في المناسبات الدينيّة، الامر الذي يحصل في عاشوراء وغيرها من المناسبات الدينية  مؤكّدًا أنّ هذا الأمر لا يليق لا بالمناسبة ولا بالطائفة الشيعيّة مُعتبرًا أنّ اقحام المنصّة الدينيّة والمذهبيّة الاعتقاديّة الشيعيّة العاشورائيّة في مقاربات تعمّ المنطقة لا يستطيع الشيعي السعودي الإلتقاء بها ولا حتى الشيعي العراقي. 
 
واستنكر الشيخ الجوهري من جديد محاولات اسكات الصوت الشيعي المعارض بالإشارة إلى ما سمعناه من خطابات أنّ ليس في الساحة إلّا حركة أمل و حزب الله متسائلا "ما هي معايير التمثيل اذًا؟" ولماذا خلال فترة الإنتخابات سقطت كل المحرّمات وأصبحت  التهم والتكفير تهما عاديّة ضد الخصم السياسيّ وبعدها تُشكّل الحكومة مع جميع الذين كُفِّروا.
 
وتطرق الشيخ الجوهري الى رداءة العمل السياسي الداخلي والتقصير الكبير في القضايا المعيشية والمطلبية ليؤكد ان المحاسبة كانت ضرورية   معتبرا أن المشكلة تكمنُ في النهج السياسيّ الذي ينتهجه هذا الفريق خصوصًا عندما يتشدّقون في قضايا الفساد ولاسيّما عند طرحهم عناوين رهيبة في فترة الإنتخابات حتى بتنا نشعر بأنّ الدنيا ستزهرّ من خلال الخطابات".
 
حاول الشيخ الجوهري تحديد المشكلة مع حزب الله بعيدا عن العصبية والانفعال فأكد 
 أن "النظرة الفكريّة هي مُشكلتنا مع الحزب وليست دينيّة وتحديدًا النظرة الفكريّة في فهم الدين لفهم التعاليم الدينيّة، ونحن كمعارضة شيعيّة لا نؤمن بولاية الفقيه ولكنّنا لا نعتبر من يؤمن بولاية الفقيه بالكافر طبعًا والجميع له الحريّة بأن يؤمن بما يُريد، وجميع الأساليب الترهيبيّة التي استُخدِمَت ورافقت الإنتخابات والإعلام وثّقها جميعها خصوصًا الفبركات التي خلقوها خلال الفترة هذه حتى وصل الأمر إلى إطلاق الرصاص علينا".
ولفت الجوهري في سياق حديثه:" عندما دخل الحزب المعترك السياسي رفض حركة أمل وذهب ضحيّة هذا الخلاف الآلاف من ابنائنا ويبقى السؤال:" هل ليقبل الآخر يبجب أن يكون هناك بحر من الدماء؟" لافتًا إلى أنّ الخلاف مع حزب الله هو خلاف على عناوين .
 
واوضح الجوهري انه" عندما نُناقش حزب الله في بعض الأمور قد لا تكون نفسها المطروحة مع حركة أمل"
 
وفي مقاربة عودة العملاء إلى لبنان، رأى الجوهري أنّ هناك توصيف يُستخدم الآن هو عودة المبعدين قسرًا وهم في الحقيقة "عملاء" مُتسائلًا:" أين حزب الله من المظاهرات المُندّدة بدخول العملاء؟" وتابع:" لو ليس حليفهم من رتّب كلّ هذه الأجواء ولاسيّما أنّ هذه الترتيبات لعودة ما يُسموا بالمبعدين كانت وعودًا انتخابيّة، وهناك العشرات من العملاء الذين دخلوا الأراضي اللّبنانيّة إلّا أنّ الضجّة التي أثيرَت اثر عودة الفخوري تعود إلى إسمه المحفور في ذاكرة المعتقلين في معتقل الخيام وأحدًا لم يتحرّك لو لم تُسرّب هذه المعلومة إلى الإعلام"، مُستغربًا "أين الحزب من كلّ ذلك؟ "مؤكّدًا أنّ "الموضوع سوف يتم إغلاقه بطريقة مُعيّنة".
ولدى سؤاله ان كان حزب الله غطى الموضوع أجاب الجوهري:" الحزب غطّى النص الذي استخدمه جبران باسيل في مقاربته لهذه الملفات لافتًا الى أنّ "هناك قرار سياسي كبير لعودة هؤلاء والأمر ليس بهذه البساطة وهذا القرار السياسي هو ثمن التفاهم بين حزب الله والتيّار الوطنيّ الحرّ والملفات بينهما هي على شكل "خود وجيب".
 
وتابع الشيخ الجوهري رؤيته ومطالعته للملفات الاخرى في الاقتصاد والخلافات العربية الايرانية وغيرها ليضيف الى السائد قيمة أخرى مضافة في النقد والتحليل والرؤية والموقف الذي ينطلق عن خلفية واعية ومتوازنة ومتقدمة على ما عداها من الرؤى للسياسات الضيقة.