يمثّل الرابع والعشرون من نيسان ذكرى مؤلمة موجعة تركت أثراً عميقاً في قلب كلّ أرمني وفكره، ذكرى المذبحة الكبرى، ذكرى القتل المتعمّد والمنهجي للقضاء على الأرمن، حيث انطلقت عام ال 1915 على يد  العثمانيين المتطرّف الحقبة التي اقتلع فيها الأرمن من أرضهم عنوةً وبدأت رحلة الإبادة والتشريد والتعذيب، حيث تمّ القضاء على جيلٍ كاملٍ من الأرمن راح ضحيّته مليون ونصف مليون أرمني. فهاجر الأرمن إثر هذه المذبحة العظيمة إلى العديد من دول العالم، من ضمنهم أرمن سوريا ولبنان ومصر والعراق، وتابع الأرمن مسيرتهم لأنهم كانوا مقتنعين بأن الشعلة الأرمنية ستعود وتحيي ذكرى الذين سقطوا ظلماً وقهراً.  فما زال الأرمن يحيون الذكرى في 24 نيسان من كلّ عام وحتّى الآن، وهناك أكثرمن 135 نصب تذكاري موزع على 25 بلد إحياءً لذكرى الإبادة الجماعية وتحكي قصّة الألم والمعاناة التي تبرز وحشية الخلافة العثمانية ، وحتى الآن وبعد مرور 98 عاماً على مرورها لم تزَل هذه المجزرة علامة سوداء في العلاقات الأرمنية التركية، لأنّ السلطات التركية لم  تعترف بالمجزرة بعد وتبرّرها بأنها كانت إجراءً دفاعياً اضطرارياً قضت به ظروف الحرب العالمية الأولى، ولا شكّ بأن هذه الجريمة ستبقى غصّةً في وجدان كلّ انسان لا يرضى بالظلم والهوان أيّاً كان دينه وانتماءه، إلى أن تتم محاسبة المجرم الذي لم يعترف بجرمه بعد، فالضحية لا تُشفى جراحها إلا إذا نال الجلّاد جزاءه، ينبغي على الدولة التركية الحالية الإقرار بأن الخلافة العثمانية هي من إرتكب هذه الجريمة , وبالتالي رفع الاعذار المانعة لها من الدخول في الاتحاد الاوروبي ,ولتبقى في نظر محبيها الدولة العلمانية المتحضرة المدافعة عن حقوق الإنسان، ليس فقط من أجل الأرمن بل من أجل الإنسان والإنسانية أجمع ولترتاح تلك الأرواح التي دفعت حياتها ثمن التعصّب والديكتاتورية العثمانية. ونتوجّه إلى الطائفة الأرمنية بأحرّ التعازي في هذه الذكرى الأليمة، ونقول لهم لا يموت حق وراءه مطالب، ونقطة الماء تحفر الصخر ليس بالعنف ولكن بتكرار المحاولة وإصرارها ..