تصاعدت حدّة التوتر في قضاء الهرمل، وامتدت صورايخ الجيش الحر إلى ما بعد القصر وحوش السيد علي، وطالت مدينة الهرمل، وما زالت التهديدات والبيانات تتوارد من الجهة السورية، التهديد تلو الآخر، والرسالة تلو الأخرى، هدّدوا المساجد وقصفوا قربها، هدّدوا المدارس وقصفوا قربها، واليوم هدّدوا المشافي والمجمّعات السكنية والآتي أعظم.. وفي لقاء خاص لموقع لبنان الجديد قمنا فيه بزيارة رئيس بدية القصر"الدكتور حسن زعتير" في منزله في حيّ الدورة وتناقشنا وإياه حول وضع المنطقة في ظلّ الظروف الراهنة. - مارأيكم في الأوضاع الراهنة للمنطقة ، وما مدى خطورتها؟  نحن من مئات السنين نعيش مع إخواننا السوريين حياة جميلة فنحن نسيج اجتماعي أصيل، وكأننا شعُبُ واحد في بلدين، ولكن منذ دخول الأجانب إلى سورية وأقصد (الشيشان والأفغان والباكستان والأتراك الليبيين والتونسيين)، وأتوا معهم بالفكر التكفيري وثقافة إذا لم تكن معنا هذا يعني أنك ضدّنا ودمّك محلل، هذا الفكر الذي لم نتعود عليه من قبل في المنطقة.  وبدأ التقاتل في القرى الحدودية في القصير وريفها، وبناءً على ذلك تم تأليف لجان شعبية في تلك القرى للدفاع عن بيوتهم وأعراضهم وأطفالهم، ونحن لاحظنا خطورة الوضع إثرالمعارك التي تدور في القرى الحدودية والتهديدات التي تتوجه يومياً لأهالي القصر والهرمل من قبل سلطتها على الأرض بوصفنا تحت القانون ولسنا خارجه. -وماذا فعلت الدولة اللبنانية للمنطقة؟ لم تفعل شيء، سقطت دماء في الأرض الأسبوع الماضي والدولة لم تحرك ساكناً، إلا أنها رفعت شكوى عمومية لجامعة الدول العربية ضد النظام والمعارضة ، وهذه الشكوى كان يجب أن توجه ضد جبهة النصرة فقط لأنها هي من يطلق النار نحو الأراضي اللبنانية، ونحن أهالي الهرمل لا نريد من الدولة إلا أن تتحرك ولو شكلياً لتحسس مواطنيها بالأمن والأمان وتحسسهم بالمواطنة فنحن لبنانيو الهوية أيضاً، فكيف سنشعر بالأمن وتحركات الدولة شبه معدومة في المنطقة، مخفر القصر لا سوجد فيه إلا عنصر وكذلك حاجز الجيش فيه عنصرين فقط .  -كيف ينظر الأهالي إلى الأوضاع وكيف سيردون اعتداءات الجيش السوري الحر عن أراضيهم؟ أهالي الهرمل ذات نسيج اجتماعي عائلي وعشائري ذو طابع ثأري لا يرضى بأن تهان كرامته, واذا الدولة اللبنانية لم تأخذ لنا حقنا سنأخذ حقنا بيدنا .  واليوم قام الأهالي بتوجيه رسالة للصليب الاحمر الدولي تمنعه عن نقل أي جريح من الجيش السوري الحر الى المشافي، علماً بأنه على مدى سنتين تم نقل أكثر من 1500 جريح للجيش الحر الى مشافي الشمال عبر قضاء الهرمل، وهذه كانت كورقة ضغط أولى تعبيراً عن غضبهم تجاه الاعتداءات ، وأوراق الضغط كثيرة لدى العشائر، وما زلنا حتى الان تحت لواء الدولة واذا لم تفرض الدولة نفوذها في المنطقة سيأخذ كل شخص حقه بيده وستتحول المنطقة الى غابة. -ماذا تقولون عن تدخل حزب الله في الأزمة السورية ؟  حزب الله لم يتدخل في الأزمة السورية، وهو غير متواجد في القرى الحدودية السورية بل هناك لجان شعبية تدافع عن أرضها و عرضها، ونظام بشار الأسد لديه 760000 عسكري فهو ليس بحاجة لعناصر حزب الله التي لا تتجاوز ال5000 مقاتل، ولكن هناك سياسة مبرمجة لزجّ حزب الله في الصراع وذلك للقضاء عليه، فكل القرى في سورية تسلحت للدفاع عن أنفسها ولكن "زيتا وحويك والصفصافة وغيرها من القرى السورية التي يقطنها لبنانيون منذ الآف السنين"، متهمون بأنهم عناصر تابعة لحزب الله فقط لأنهم شيعة، وهذا ما يؤكد الحرب المبرمجة التي تمارسها أميركا وتدعمها للقضاء على حزب الله. - كم بلغ عدد النازحين في قضاء الهرمل ؟ وماذا تقول عمّا يتداوله الناس بأن هناك بعض السوريين النازحين يقوم بالتواصل مع الجيش السوري الحر ويفيدهم بمعلومات تضرّ المنطقة؟ أخواننا النازحين أقول لهم بأنها غيمة وتمرّ، وسنرجع بإذن الله كما كنا وأكثر، وبلغ عدد النازحين في قضاء الهرمل ما يقارب الـ 50 ألف نازح، ولم نتعامل معهم إلاّ كأخوة وأحبّاء لنا، ولكن هناك علامات استفهام كثيرة حول موضوع التواصل مع الجيش الحر، وهناك حادثة جرت معي شخصياً ليلة البارحة، حيث رأيت شاباً سورياً يتكلم على الهاتف بصوت خافت وعندما اقتربت منه تأكدت أنه يتواصل مع الجيش السوري الحر عندها قمت بتعطل هاتفه وسلّمته للقوى الأمنية، وعلى الرغم من كل هذه الاشارات طالبنا نحن كرؤساء بلديات قضاء الهرمل من الأهالي بأن لا يكون هناك أيّة ردّة قعل سلبية اتجاه النازحين السوريين، فقط طلبنا منهم أن يكونوا حذرين وواعين اتجاه الأحداث الطارئة التي تحدث في المنطقة.