ناقشت الإعلامية بولا يعقوبيان في برنامجها الأسبوعيّ "interviews" موضوع الحكومة والإنتخابات والأزمة السورية وتأثيراتها على لبنان ، مع السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيلي ، والنائبين جمال الجراح وسيمون أبي رميا . حيث أكّدت كونيلي حرص الولايات المتحدة على نجاح العملية الديمقراطية في لبنان وسيادة لبنان واستقراره ، ورأت بأن الإجماع على تكليف تمام سلام  يُعدّ مؤشراً إيجابياً ، متمنيةً لسلام التوفيق في تشكيل الحكومة ، ورأت بأن الانتخابات قد تمسّ بالإستقرار اللبناني ولكن عدم إجرائها سيزيد الأمور سوءاً. مشيرةً إلى أن تورّط  حزب الله بالأزمة السورية يشكل معضلةً ومصدر قلق على عدة مستويات ، ويشكل انتهاكاً لسياسة النأي بالنفس وانتهاكاً لإعلان بعبدا ، وهذان قراران  وقّع عليهما حزب الله ، ولتتدخل أميركا لحلّ هذه المعضلة يتوجب على لبنان أن يقوم برفع طلب رسمي للأمم المتحدة ، أمّا فيما يتعلّق بالأزمة السورية أشارت كونيلي إلى أن الولايات المتحدة تعمل كل ما بوسعها لحلّ الأزمة ولا زالت تؤمن بالحل التفاوضي من خلال الحوار بين النظام والمعارضة ، لأن الدمار الذي سيسببه أي تدخّل عسكري سيصعّب على سورية مرحلة الإنتقال السريعة والسليمة. ورأى النائب جمال الجرّاح عضو "كتلة المستقبل" بأن الحكومة السابقة لم تقدر على منع حزب الله من إرسال مقاتيله إلى سورية ، ولم تجرؤ على إرسال مذكّرة احتجاج على الانتهاكات السورية للسيادة اللبنانية ، ولم ترضَ باقتراح فريق 14 آذار بتعزيز الجيش على الحدود لمنع السلاح والتسلّح ، حتى وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه الآن ، وأهالي البقاع الشمالي يتعرّضون للقصف من الجيش الحرّ بلا ذنب ، وكل ذلك بسبب قتال حزب الله بجانب النظام السوري وذلك تنفيذاً للقرار الإيراني ، مؤكّداً بأن الخيار المنقذ للبلد هو النأي بالنفس والاتفاق على قانون مختلط يحفظ حقوق جميع اللبنانيين. بينما اعتبر عضو كتلة "التغيير والإصلاح" النائب سيمون أبي رميا بأن كل رصاصة تدخل على الحدود اللبنانية سواء من النظام أو من المعارضة هي انتقاص من سيادة لبنان ، مؤكّداً على وجوب إبقاء لبنان خارج النيران اللتي تلتهم سورية ، قائلأً باسم التيار الوطني الحر وليس باسم قوى 8 آذار بأنهم لم ولن يسمحوا لعودة الوصاية إلى لبنان لا من سوريا ولا من غيرها ، ونفى وقوفهم على القانون الأورثوذكسي مشيراً إلى قبولهم بأيّ قانون آخر شرط أن يحفظ حقوق المسيحيين. وانتهت الحلقة كما سابقاتها بالنقاش الذي لم ولن يؤدّي إلى نتيجة بين قوى 14 و8 ، وكأن كلّ فريق أصيب بمرض التوحّد والتعنّد ، ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هل يشكّل قرار الولايات المتحدة الأميركية بعدم التدخل العسكري لحلّ الأزمة السورية تخلّياً عن أطفال سورية وشعبها، وتعبيراً عن رضى الولايات المتحدة عن نظام الأسد ، أم أنّها حقّاً تودّ إطالة النزاع في سورية لاستنزاف حزب الله وإيران بشريّاً وماديّاً بهذا الصراع الدامي الذي طال أمده...؟؟!!