لبنان دولة نفطية، صحيح ولكنها أيضا دولة السرقة والفساد والأهم من كل ذلك دولة اللاشعب واللامبالاة، الشعب الذي يرضى بهذا الذل وهذا الهوان وهذا الفساد هذا التردي وهذا الإنحطاط السياسي والاقتصادي لأجل الزعيم والطائفة والحزب والتيار وهو شعب لا يستحق وطن ولا هوية
 

مشهد محطات الوقود يوم أمس في بعض المناطق اللبنانية ليس عابرًا وسيتكرر طالما يعيش اللبنانيون في ظل هذه السلطة وسماسرتها وفي ظل جشع الشركات وفي ظل الفساد المستشري في هذا العهد الهزيل الذي لم يبق شيئًا على حاله في مقدرات البلاد الإقنصادية والمالية.

مشهد المحطات يوم أمس واحد من المشاهد والأزمات التي تتوالى تباعًا ولن تنتهي طالما بقي مشهد السياسيين والإقطاعيين وأزلام السلطة والطوائف والزعماء على حاله لأنهم هم السبب في كل ما يحصل وما سيحصل من خراب وتبديد لأسس الدولة والنظام والدستور والقوانين.

إقرأ أيضًا: بشارة الأسمر وغوغاء الطوائف

أزمة محروقات سرعان ما انتشر الخبر وأراد مطلقوه الضغط على مؤسسات أو رسمية أو ربما لإشاعة الفوضى، فسارع البعض لنفي وجود الأزمة بعدما فعلت فعلها في البلد المنهوب والمصلوب وبلدة الثروة النفطية.

يتغني السياسيون والمسؤولون اللبنانيون بأن لبنان دولة نفطية فيما يعيش المواطن اللبناني تحت خط الفقر وفيما تسجل أسعار المحروقات في لبنان أعلى الأسعار العالمية لسبب واحد فقط هو جشع الشركات النفطية وجشع المسؤولين اللبنانيين الذي لم يشبعوا بعد من دم هذا اللبناني.

لبنان دولة نفطية في حلم اللبنانيين أن تكون كذلك لأنها ثروتهم ولأنها السبيل إلى إنقاذ البلد من الإنهيار لكنها في المقلب الآخر لدى المسؤولين والسياسيين ثروة نفطية لجيوبهم وحواشيهم وأزلامهم ولم تخرج بعد مراسيم التشغيل لهذه الثروة لسبب واحد هو الخلاف على توزيع المغانم الحصص حصص السرقة والنهب والاستغلال لمقدرات وثروات البلد وهم من أهم الخبراء بذلك.

إقرأ أيضًا: اللي تحت باطو مسلّة بتنعرو

لبنان دولة نفطية، صحيح وولكنها أيضًا دولة السرقة والفساد والأهم من كل ذلك دولة اللاشعب واللامبالاة، الشعب الذي يرضى بهذا الذل وهذا الهوان وهذا الفساد هذا التردي وهذا الإنحطاط السياسي والإقتصادي لأجل الزعيم والطائفة والحزب والتيار وهو شعب لا يستحق وطن ولا هوية .

القضية أكبر من أزمة محروقات وأزمة أقتصاد وأزمة صحية وأزمة تعليم وأزمة فساد، القضية الأكبر هي ثقافة الشعب وهويته الوطنية المفقودة، لأن الهوية في بلدنا هي الطائفية والحزبية السياسية ورضى الزعيم ومرضاته ولذلك ضيعنا الوطن بما فيه كتضيحية من أجل الزعيم والطائفة.