نحاول أن نستعرض التطلعات الشبابية ولسان حال كل واحد منهم وكأني بهم يكررون في اليوم والليلة ذات الكلمات ويعيشون نفس الأمنيات ويرسمون شراكة العيش والإندماج وسط أبواق الطائفية والمذهبية البغيضة التي تهدم آمالهم وتحطم كل تطلعاتهم...
شبابنا الذي يهاجر بكل ما يحمل من طاقات وقدرات تاركاً الوطن مشلولاً من كل حماسٍ لا يوفره سواه.
إن هذه الفئة من الناس عندما وجدت نفسها مهملة وأدوارها مصادرة وطاقاتها غير مستغلة كررت أن تسعى في سبيل إيجاد الفرصة التي تمنحها الأمل في تحقيق أهدافها المشروعة.
ولأن الشباب هو الأكثر اندفاعاً في التصدي للعمل والجهاد والبذل والعطاء لما يحمل من روحٍ حماسيةٍ وتطلعاتٍ مستقبلية هادفة إلى إعزاز بقاء واستمرار الوطن وإنسانه.
يجب أن لا تبقى هذه الفئة من الناس مهمشة وموضوعة في زاوية التطلع إلى من يحقق طموحها ورغباتها المنطقية لتجد في الأخير أن الحل الوحيد هو الهجرة من الوطن حتى ولو كان ذلك أمر الحلول.
وهنا يجب أن نعلم أنه من الطبيعي أن يكون لهذا الخيار انعكاس على قدرة الوطن في النهوض بأبنائه إلى الرتبة السامية والدرجة الرفيعة لمواكبة أبناء الأرض في الأوطان الأخرى تقدماً وإزدهاراً.
وبالتالي سيشكل خيار الهجرة خسارة فادحة للوطن في كل مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والإجتماعية … لأن الدورة الدموية التي تشكل انبعاثاً للحياة المتجددة ستتوقف وهذه الدورة تتمثل بحيوية الشباب الذي يشكل الإمداد للمجتمع ليبقى على قيد الحياة.
وهنا لا بد من بيان مسألة أساسية وجوهرية في هذا المجال وهي الفرق بين عمر الفرد وعمر المجتمع . فالفرد له أجل معين ومحدد في الحياة ولا يمكننا أن نزيد فيه ولكن المجتمع أجله بأيدينا فيمكننا من خلال الأخذ بأسباب البقاء والإستمرار والتي من أبرز مصاديقها دعم الشباب أن نزيد في عمره وروحية استمراره وديمومته وذلك عندما نضخ فيه الطاقات والقدرات الجديدة من خلال تدعيم الشباب الذين يشكلون الروح لجسم المجتمع والوطن وإذا لم نفعل ذلك فسيتعرض المجتمع الكبير إلى الشيخوخة والهرم ويسير نحو الموت كالفرد تماماً وإذا مات المجتمع الكبير فلا يبقى اقتصاد ولا اجتماع ولا سياسة ولا ثقافة ولا تربية ...، بل لا يبقى وطنٌ لنمارس فيه هذه المهارات.