مؤتمر بروكسل – 3 يبدأ أعماله اليوم بمشاركة 85 دولة ومنظمة دولية وإقليمية
 

انقسمت الإهتمامات اللبنانية الداخلية بين ثلاثة محاور أساسية، أولها: "مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة"، ثانيها: "زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو نهاية الشهر أذار الحالي"، ثالثها: "زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى بيروت المقررة مبدئيًا في 22 و23 الجاري".

في غضون ذلك، يتوجه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اليوم الأربعاء إلى العاصمة البلجيكية لترؤس وفد لبنان إلى "مؤتمر بروكسل - 3" في نسخته الجديدة، والذي سيعقد تحت عنوان "دعم مستقبل سوريا والمنطقة"، على مدار ثلاثة أيام.

ويضم الوفد اللبناني كل من وزير التربية أكرم شهيب، إضافةً إلى وزير الشؤون الإجتماعية ريشار قيومجيان باعتبار أن هاتين الوزارتين تعنيان بشكل مباشر بملف النازحين السوريين، على أن يغيب عن المشاركة الوزيرين صالح الغريب وجميل جبق.

يذكر هنا، أن "سبب عدم مشاركة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر بروكسل، يعود إلى أن باسيل لم يشارك سابقًا بأي نسخة من مؤتمرات بروكسل 1 و 2".

ومن المتوقع أن يشارك ممثلو 85 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، وقرابة ألف مشارك يمثلون الدول المانحة بما في ذلك روسيا، والأمم المتحدة، إضافةً إلى الدول المضيفة للنازحين في مقدمتهم لبنان والأردن وتركيا.

إقرأ أيضًا: الدولة اللبنانية تكافح فسادها على حساب شبابها

من جهة أخرى، سيقدم المؤتمر صوتًا مهمًا للسوريين حيث تم دعوة ألف ممثل سورى يعملون ويعيشون فى ظروف مختلفة وأماكن مختلفة وسيكون بمثابة منصة لسماع السوريين أنفسهم، فضلًا عن أن الجهات المانحة ستقدم المزيد من المساهمات.

أمّا مواضيع المؤتمر فتتمثل بالدرجة الأولى على كيفية إنعاش الإقتصادي للمنطقة، المساعدات الإنسانية، إغاثة النازحين، مساعدة الدول المضيفة، ومن المتوقع أيضًا أن يتم التطرق إلى المواضيع السياسية المتعلقة بمستقبل سوريا وإعادة إعمارها.

ويهدف مؤتمر بروكسل بنسخته الثالثة إلى جمع خمسة مليارات دولار، بغية الإستجابة لأزمات النازحين واللاجئين السوريين في بلدان اللجوء المجاورة، خاصة في لبنان تركيا والأردن، ويسعى الإتحاد الأوروبي من خلال هذا المؤتمر إلى مواصلة تقديم الدعم على الصعيد الإنساني والسياسي في سوريا من أجل التوصل في نهاية المطاف إلى حل سياسي تفاوضي، والمساعدة في تهيئة الظروف لمستقبل أكثر إشراقًا لجميع السوريين.

والجدير ذكره، أن "مؤتمر بروكسل – 2 الذي عُقد في عام 2018 فشل من جمع مبلغ 6 مليارات دولار بعد رفض الولايات المتحدة تقديم الدعم المادي بعد تخفيض الميزانية المخصصة للمساعدات والمخصصات الخارجية من قبل الرئيس ترامب، وتحويل كل من فرنسا وبريطانيا الدعم المالي المخصص للسوريين إلى اللاجئين المتواجدين خارج سوريا".

إقرأ أيضًا: هكذا هنأ سياسيو لبنان المرأة في يومها العالمي

على الصعيد اللبناني، من المقرّر أن يلقي الرئيس الحريري غدًا الخميس كلمة لبنان في المؤتمر، وسيؤكد على "ضرورة أن تكون هناك عودة آمنة وكريمة للنازحين، كما أشار البيان الوزاري، وسيدعو المجتمع الدولي إلى تحمل كامل مسؤولياته إزاء عودة آمنة للنازحين، وإلى ضرورة تقديم الدعم والمساعدة إلى لبنان، في الوقت التي تستنزف قدرات المجتمعات المضيفة والبنى التحتية". 

كما من المتوقع أن يتطرق الرئيس الحريري في كلمته إلى "موضوع توفير التعليم إلى النازحين وسيؤكد على أن الإحتياجات كبيرة، وستكون له أيضًا سلسلة لقاءات على هامش المؤتمر، سيناقش فيها إمكانية تطوير الموقف في ما خص عودة النازحين، والتشديد على أهمية إيفاء الدول الداعمة بالتزاماتها تجاه لبنان، حيث يأمل الحصول على مساعدات تفوق المليار دولار للتخفيف من أعباء استضافته للنازحين، على الرغم من ان الحاجة تفوق المليارين ونصف المليار".

ومن المتوقع أن يتم في ختام أعمال المؤتمر الإعلان عن حجم المساعدات والإلتزامات المالية التي ستقدمها الدول المانحة لا سيما إلى دول الجوار، وإلى المجتمعات المضيفة، ويأمل لبنان الحصول على مساعدات تفوق المليار دولار للتخفيف من أعباء استضافة النازحين على الرغم من أن الحاجة المطلوبة هي اكثر من مليارين ونصف مليار دولار.

يُشار، إلى أنه "بعد 8 سنوات على اندلاع الأزمة السورية، أصبحت التسوية السياسية واستعادة وحدة سوريا وعودة اللاجئين في صدارة المواضيع الدولية والإقليمية الراهنة".