خصصت الصُحف الفرنسية الصادرة اليوم في 05/03/2019 حيزا هاما لدعوة الرئيس الفرنسي ماكرون إعادة احياء أوروبا، وعربيا ركّزت هذه الصحف على استمرار الاحتجاجات في الجزائر غداة ترشّح بوتفليقة
 

عبر منبر صحفي نُشر في 28 دولة أوروبية، وبلُغات أوروبية مختلفة، كتبت صحيفة "لوفيغارو" أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون توجّه الى المواطنين الأوروبيين مُروّجا لرؤيته في البناء الأوروبي، ومُقدّما عشرة تدابير ملموسة قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الأوروبية.

من بين هذه التدابير إعادة نظر شاملة في فضاء شنغن الخاص بحرية التنقّل في الفضاء الأوروبي، وإنشاء شرطة حدود مشتركة، ومكتب أوروبي للجوء.

وعلّقت "لوفيغارو" قائلة: رغم تأكيد الإليزيه أن مخاطبة ماكرون الأوروبيين عبر منبر صحفي ليس "بيان حملة انتخابات أوروبية"، ولكن اختيار الرئيس الفرنسي الكتابة الى الأوروبيين في هذا الوقت بالذات عبر منبر نُشر في وقت واحد في ثمان وعشرين دولة بينها المملكة المتحدة، ليس أمرا اعتباطيا.

واعتبرت اليومية الفرنسية أن بادرة ماكرون غير مسبوقة، وتساءلت في المقابل هل إن الرئيس الفرنسي يلعب منفردا في هذا المجال؟ ويقدم نفسه كقائد التقدميين الأوروبيين، ما قد يزعج شركاءه الأوروبيين.

صحيفة "لوباريزيان" ترى صراحة أن ماكرون أطلق حملة الانتخابات الأوروبية

"لأن انتخابات مايو ستكون حاسمة لمستقبل قارتنا" هكذا برّر الرئيس الفرنسي- كما نقلت "لوباريزيان"- قراره الكتابة الى الأوروبيين. اليومية الفرنسية وهي واحدة من الصحف الأوروبية التي نشر فيها ماكرون منبرا مترجما الى جميع لغات دول الاتحاد دعا فيه الى إعادة إحياء أوروبا، ترى أن هذا المنبر هو برنامج انتخابي لماكرون وحزبه "الجمهورية الى الأمام".

الصحيفة توقّفت من جهة أخرى عند قرار رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جان بيار رافارن دعم المشروع الأوروبي للرئيس ماكرون، ورافان ينتمي كما هو معلوم الى حزب الجمهوريين اليميني الذي فضل الابتعاد عن الحزب الذي يتزعمه لوران فوكييه. رافارن برّر- كما تشير الصحيفة - دعمه لإيمانويل ماكرون في الانتخابات الأوروبية بأن برنامج هذا الأخير بشأن أوروبا "هو الأكثر تماسكا".

احتجاجات الجزائريين ضد ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة مستمرة بوتيرة متصاعدة

برأي صحيفة "ليزيكو" التي قالت إن تعهدات الرئيس بوتفليقة بالالتزام بولاية رئاسية قصيرة في حال إعادة انتخابه وتنظيم انتخابات رئاسيّة مبكرة، لم تهدّئ من غضب المتظاهرين في الجزائر الذين واصلوا الاحتجاج غداة ترشّح بوتفليقة رسميا لولاية خامسة، معتبرين تعهدات الرئيس الجزائري "مناورة" تهدف الى "الالتفاف" على حركة الاحتجاج غير المسبوقة، كما يندد المتظاهرون بفساد النظام.

التظاهرات في الجزائر يتقدّمها الشباب. صحيفة "ليزيكو" تتطرق الى معاناة هذه الشريحة الواسعة في المجتمع الجزائري، فمعدل بطالة الشباب - كما تشير اليومية الاقتصادية الفرنسية- يتجاوز 26 بالمئة، قائلة إن الاحتجاجات ضد ترشح بوتفليقة تتغذى أيضا من وضع اقتصادي واجتماعي مثير للقلق في الجزائر.

فبالإضافة الى البطالة هناك أزمة السكن، كما يعاني الموظفون الجزائريون من تجميد الأجور التي تدفعها الدولة بسبب تراجع عائدات النفط والغاز الخاضعة لتقلبات السوق، علما وأن الجزائر هي رابع مصدّر للغاز في العالم.

بدورها "لاكروا" تابعت تطورات الوضع في الجزائر، وطرحت الصحيفة سؤالا يتعلق بأي بديل لبوتفليقة؟ قائلة إن المعارضة الجزائرية تفكر في اعقاب إضفاء الطابع الرسمي على ترشح بوتفليقة في شكل حركة الاحتجاج وتصعيد وتيرتها.

الصحيفة حاورت حسني عبيدي مدير مركز الدراسات والأبحاث حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، الذي اعتبر أن البديل السياسي الحقيقي في الجزائر لا يمكن أن يخرج إلا من صناديق الاقتراع.