من بين أبرز ما تناولته الصحف الفرنسية الصادرة اليوم في 07/03/2019 ميليشيات الظل تتعقب الأصوات المُعارضة في السودان لسجنها وتعذيبها، والمرأة الجزائرية تشارك بقوة في احتجاجات الجزائر، والصين تستخدم طريق الحرير الجديد لإضعاف أوروبا.
 

في ريبورتاج لموفدتها إلى الخرطوم جوزفين عبد الرحمان، سلّطت صحيفة "ليبراسيون" الضوء على دور المخابرات السودانية في محاولة التأثير على التحركات المطالبة بإسقاط النظام، عبر التسلل في المجتمع لتعقب المعارضين وسجنهم وتعذيبهم.

وتحت عنوان: "في السودان، انتبه ! فكلمة واحدة زائدة، تجعلك تختفي"، قالت جوزفين عبد الرحمان إن موجة الاحتجاج ضد النظام القائم في السودان، المتواصلة منذ منتصف شهر ديسمبر، تتعرض لقمع غير مسبوق. وفي موازاة ذلك، تندسّ "ميليشيات الظل" في صفوف السكان لتعقّب الأصوات المعارضة، وإلقاء القبض على المعارضين وتعذيبهم.

موفدة "ليبراسيون" التي جالت في شوارع الخرطوم نقلت أجواء الخوف التي يشعر بها سكان العاصمة السودانية فعندما يتحدثون في السياسة، يتجنّبون الجهر بمعارضتهم للنظام مخافة التعرض لبطش "ميليشيات الظل" او المخابرات التي لا تترد في القبض على أي صوت معارض للزجّ به في السجن وتعذيبه.

ولاحظت جوزفين عبد الرحمان لدى زيارتها أحد المتاجر في الخرطوم ان صاحب المحل كان يتحدث بهدوء مع بعض الزبائن عن الثورة وضرورة سقوط النظام، وبمجرد ان لاحظت امرأة من الحضور دخول رجل يرتدي عباءة بيضاء طلبت من الجميع السكوت قائلة: "انتبهوا لسنا وحدنا"!  

المرأة الجزائرية تشارك بقوة في احتجاجات الجزائر

توقّفت عند هذا الموضوع صحيفة "لاكروا" حيث كتب مراسلها في الجزائر أمين قاضي أن الجزائريات تشاركن بقوة في الاحتجاجات المتواصلة ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وأشارت الصحيفة الى أن النساء في الجزائر يشكلن نصف المجتمع وأصبحت الفتيات حاضرات بشكل متزايد في الجامعات، كما ان المرأة الجزائرية تحاول منذ سنوات "غزو" الفضاء العام وبات وجودها بارزا في عدة قطاعات مثل المحاماة والطب.

اليومية الفرنسية اعتبرت أن المشاركة المكثفة للمرأة الجزائرية في الاحتجاجات ليست امرا اعتباطيا، فالمرأة الجزائرية تعاني من البطالة أكثر من الرجال فمن أصل أحد عشر مليون عامل وفقا لإحصاءات 2018، تسعة آلاف من الذكور. وإذا كان معدل البطالة في صفوف الرجال الحاملين لشهادات يبلغ 11%، فان هذه النسبة تصل الى 55 % في صفوف النساء.
 

الصين تستخدم طريق الحرير الجديد لإضعاف أوروبا

تابعت هذا الموضوع صحيفة "ليزيكو"، محذّرة من ان إيطاليا قد تدخل طريق الحرير الجديد، وهذا سيشكل ضربة للوحدة الأوروبية في مواجهة الصين. وإذا نجحت مفاوضات انضمام إيطاليا الى المشروع الصيني، حيث أبدت روما منذ 2017 اهتمامها البالغ بهذه المبادرة الصينية التي تعرف بمبادرة (الحزام والطريق)، فان إيطاليا ستصبح الدولة 68 وخاصة الاولى في مجموعة الدول السبع التي توقع اتفاقية للانضمام الى مبادرة طريق الحرير الصينية، وهو ما يثير قلقا أوروبيا وأمريكيا.

اليومية الاقتصادية الفرنسية قالت إن طريق الحرير في تطور مستمر، وهذه المبادرة الصينية هي عبارة عن مشروع شبكة مشتركة ضخمة للبنى التحتية من طرق برية وسكك حديد وخطوط طاقة كهربائية وإنترنت وأنابيب نفط وغاز وغيرها، عبر ممرات برية وبحرية للربط بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.

مبادرة الحزام والطريق- تذكّر "ليزيكو"-كان قد كشف عنها الرئيس الصيني شي جي بينغ في عام 2013، وتعهدت الصين بتخصيص 126 مليار دولار للخطة الطموحة المُزمع تنفيذها حتى 2049، وهذا العام يصادف مرور 100 عام على تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

وتخلص الصحيفة الفرنسية الى أن الاتحاد الاوروبي ليس ضد مبادرة الحزام والطريق من حيث المبدأ، ولكنه يرغب في تفاوض أوروبي متكافئ مع الصين، وعلى العكس، فإن بكين ستجد نفسها مهيمنة في مواجهة أي دولة أوروبية منفردة.