تابعت الصحف الفرنسية الصادرة اليوم في 04/03/2019 بدقة تطورات الوضع في الجزائر مع اعلان الرئيس بوتفليقة رسميا ترشحه، متوقّفة عند انشغال باريس بالأزمة السياسية في هذا البلد. وأوروبيا، اهتمت الصحف الفرنسية بدعوة ماكرون الايطاليين لإعادة بناء الحلم الأوروبي. ورصدت معاناة طالبي اللجوء في ساموس باليونان، والذي وصفته بمخيّم العار.
 

تصدّرت الأزمة السياسية في الجزائر اهتمامات الصحف الفرنسية، وعنونت "لوفيغارو" في المانشيت: "فرنسا يقظة أمام حالة عدم اليقين في الجزائر"، وكتبت الصحيفة قائلة إنه على الرغم من تزايد وتيرة الاحتجاج في الجزائر، أعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رسميا ترشحه لولاية خامسة، واعدا بعدم إكمال ولايته الرئاسية في حال انتخابه مجددا، وبتنظيم انتخابات رئاسية مبكّرة لن يكون مرشّحا فيها يُحدد موعدها المؤتمر الوطني.

السلطات الفرنسية- تتابع "لوفيغارو"- تراقب الوضع في الجزائر عن كثب، ولكن مع الحرص على عدم التدخل، خشية اتهامها بالتدخل في الشؤون الداخلية لمستعمَرة سابقة. والدليل على أن باريس واعية بمخاطر تدهور الوضع، اتصل الرئيس إيمانويل ماكرون مباشرة، في خطوة نادرة، بسفير فرنسا في الجزائر غزافييه دريانكور الأسبوع الماضي طالبا منه المجيء الى باريس لمناقشة الوضع وتقديم انطباعاته الى وزير الخارجية جان ايف لودريان، وأشارت اليومية الفرنسية الى أن خلية في وزارة الخارجية في تعبئة متواصلة.

صحيفة "ليبراسيون" علّقت على إعلان بوتفليقة ترشحه رسميا، واصفة إياه بالمرشح الشّبح

الصحيفة غطّت أيضا تجمع الجزائريين الحاشد في باريس ضد ترشح بوتفليقة معبّرين عن تخلصهم من الخوف،  وفي نفس السياق اعتبرت صحيفة "لاكروا" في افتتاحيتها بعنوان: "شباب جزائري" أنّ رد فعل هؤلاء الآلاف من المتظاهرين في شوارع الجزائر للاحتجاج ضد ولاية جديدة للرئيس بوتفليقة هو أمر صحي، فأيُّ شعب معدل عمر أفراده الثلاثين عاما- تساءلت الصحيفة- يمكن أن يقبل أن يُحكم ب"شيخ عجوز مُقعد" كما قالت "لاكروا"، لا يمكن أن نراه الّا عبر الصُور، أي عبارة عن "رئيس في إطار" كما وصفت حشود المتظاهرين من نساء ورجال عبّروا - في هدوء-عن عطشهم للحرية ورغبتهم في العيش، بكل بساطة.      

ماكرون يدعو الايطاليين لإعادة بناء الحلم الأوروبي

الرئيس الفرنسي استغلّ - كما تشير صحيفة "لوفيغارو"- حوارا أجرته معه القناة الأولى في التلفزيون الإيطالي "راي أونو" مساء الاحد، للتوجه مباشرة الى الايطاليين، مُقلّلا من شأن التوترات بين باريس وروما، ودعا الى "أوروبا موحّدة أكثر، مع احترام حرية الشعوب.

أما صحيفة "ليبراسيون" فقد اعتبرت أن الرئيس ماكرون دخل في حملة انتخابية استعدادا للانتخابات الأوروبية من دون إضفاء طابع رسمي على الحملة، مشيرة الى أن ماكرون سوف ينشر غدا الثلاثاء في الصحف الفرنسية منبرا يقدم فيه مقترحات ل"أوروبا تحمي مواطنيها".

مخيم "ساموس" عارٌ لأوروبا

هيمن هذا العنوان على خلفية صورة لامرأة جالسة أرضا مع طفلها على الصفحة الأولى من صحيفة "لاكروا"، مشيرة الى اكتظاظ 4000 طالبي لجوء في مخيم بجزيرة ساموس اليونانية حيث يعيشون في ظروف بائسة، ووصفت الصحيفة هذا المخيم ب"العار لأوروبا".

الصحيفة رصدت في ريبورتاج لها تفاقم الأزمة الإنسانية في مخيمات المهاجرين في اليونان، وهو أمر حذرت من عواقبه منظمات الإغاثة حيث تتحدث المفوضية العليا للاجئين عن "كارثة إنسانية" بعدما أصبحت مخيمات اللاجئين في اليونان تأوي ستة أضعاف ما تستطيع استيعابه، مشيرة إلى أن السلطات اليونانية تجد صعوبة كبيرة في إيواء 4 آلاف شخص مكدسين في مخيم في مدينة ساموس التي يقطنها أصلا 7 آلاف يوناني، يقولون إن اليونان وأوروبا تخلّت عنهم، نافين أن يكونوا عنصريين، ومؤكدين أنهم "أنقذوا السوريين عندما وصلوا بالآلاف في 2015، واليوم من حق المهاجرين أن يتمتعوا بإيواء أفضل في القارة ، وحتى يشعُر سكان ساموس بالارتياح".