أعرب المندوب السعودي لنظيره السوري عن تمنّيه عودة سوريا إلى الحضن العربي
 
يكثرُ في الآونة الأخيرة الحديث عن عودة الأسد إلى الحضن العربي، من باب توافق عربي قد يتخطى بعض الأصوات الرافضة، ويملأ المقعد السوري برئيس غاب أعوام عدّة، وجاء خصومه بدلًا عنه في بعض الأحيان.
 
بدعمٍ سياسيٍّ خجولٍ، يستقطبُ الحضن العربي من جديد إليه الأسد، بالتوازي مع تقارب بعض الدول العربيّة مع النظام السوري، فاتحًا أمامه آفاقًا إقتصاديّة جديدة.
 
تقودُ المملكة العربيّة السعوديّة وخلفها الإمارات العربيّة حملة لإعادة العلاقات العربيّة مع النظام، لاسيّما وأنّ البلدين مشكلتهما لم تكن مع النظام إنّما مع إيران، وما يؤكّدُ ذلك زيارات علي مملوك إلى الإمارات والسعوديّة.
 
صحيح، أنّ الصراع الخليجي- الخليجي يعصفُ في قلب الجامعة العربيّة، وكون دول الجامعة تتمركز خلف محوري الصراع، فإن عودة أيّ طرف من طرفي المحورين ستجلب سفارات دول أخرى بضغط من المحور.
 
الإنفتاح على الأسد هو بحجّة مواجهة الدور التركي والإيراني، عبر تفّعيل دور عربيّ، تعلمُ هذه الدول أنّ فكّ الإرتباط بين النظام وإيران شبه مستحيل، وتحديدًا بوجود الأسد، غير أنّ دول الخليج تتصارع  مع النظام ضمن المحاور، بحكم المتغيّرات على الأرض والمتغيّرات التي حلّت على الملف السوري على المستويّين الإقليميّ والدوليّ.
 
 
وفي تقريرٍ لصحيفة "واشنطن بوست"، رأت أنّ جهود الدول العربيّة للعمل مع النظام السوري الذي غلب في الحرب، تترجمت على ما يبدو بسبب موقف الولايات المتحدة التي تودُّ منع حلفائها من إعادة العلاقات مع حكومته.
 
وأنذرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلفاءها، من أيّ محاولة للمُشاركة في إعادة إعمار سوريا، خصوصًا وأنّها ستؤدّي إلى عقوبات أميركيّة مُصمّمة للضغط على الأسد من أجل القبول بإصلاح سياسي، وفق ما كشف مسؤولون أميركيّون للصحيفة الأميركيّة.
 
ولفتت الصحيفة في تقريرها، أنّ الحكومات العربيّة راقبت بنوع من الذعر منافسيها غير العرب مثل تركيا وإيران، وهم يكسبون في سوريا خلال غيابهم عن الساحة.
 
وسيكون موضوع عودة سوريا إلى قلب الجامعة العربيّة، محل نقاش في القمّة العربيّة التي ستُعقد هذا الشهر في تونس، حيث تدفع الدولة المضيفة إلى جانب العراق باتجاه عوده دمشق إلى الجامعة، إلّا أنّ المسؤولين العرب يُشيرون إلى غياب التوافق حول الموضوع.
 
وأوضح الأمين العام للجامعة العربيّة أحمد أبو الغيط إن "عودة سوريا تحتاج لإجماع عربي" و"لم ألاحظ نتيجة تقودنا إلى الإجماع الذي نتحدث عنه".
 
ونظمت لجان مؤتمر الإتحاد البرلماني العربي، المقام حاليًا في عمان، إجتماعات تحت شعار "القدس عاصمة أبدية لفلسطين" وتبادل مندوبو السعودية وسوريا الترحيب فيها. 
 
وخلال إجتماع اللّجنة الماليّة، لإتحاد البرلمان العربي، يوم أمس الأحد، أعرب المندوب السعودي لنظيره السوري عن تمنّيه "عودة سوريا إلى الحضن العربي"، قائلًا:"أهلا بعودتكم إلى مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، وأتمنى السلام لسوريا".