بين التحضيرات للانتخابات النيابية المبكرة وملفات سياسية أخرى امنية وعسكرية يعيش الكيان الإسرائيلي حالة غليان سياسي غير مسبوقة
 

تتسارع التحضيرات للانتخابات التشريعية في كيان  العدو مع مزيد من الانقاسات السياسية وفيما يلي ابرز التقارير والتحليلات في الإعلام الإسرائيلي اليوم الجمعة.

تصريحات ترامب بشأن سوريا تصيب الإسرائيليين بالصدمة 

أعلن مسؤول إسرائيلي رفيع في القيادة الإسرائيلية، أن حكومته مصابة بالذهول الشديد للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، نتيجة لتصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، التي بدأها بإعلان الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية من سوريا، وأكملها أول من أمس، الأربعاء، بالقول إن «إيران تستطيع أن تفعل ما تشاء في سوريا».
وأضاف هذا المسؤول، في أول تصريح حكومي في تل أبيب ضد ترمب، منذ انتخابه قبل سنتين: «من المحزن أن ترمب لا يصغي لقادة المخابرات، ولا يقرأ التقارير الاستخبارية». ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن المسؤول نفسه، قوله إنه أصيب بالصدمة لتصريحات ترمب: «فهي تدل ببساطة على أن ترمب ليس مطلعاً على ما يحدث في سوريا، وعلى التمركز الإيراني هناك». وأضاف: «ما يعزي هو أنه على الأقل ليس ضد ما تفعله إسرائيل في سوريا، وأنه قال إن إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها». وبحسب المسؤول نفسه فإن تصريحات ترمب لن تغير كثيراً بالنسبة لإسرائيل، وإنها «ستواصل العمل بحزم ضد التمركز الإيراني في سوريا».
يشار إلى أن ترمب كان قد فاجأ الجميع، قبل أقل من أسبوعين، بقراره سحب القوات الأميركية من سوريا، من دون الرجوع إلى ذوي الشأن في إدارته، ومن دون التشاور مع حلفائه المعنيين بالشأن السوري في الشرق الأوسط وأوروبا. وقد أدى ذلك إلى استقالة وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس وامتعاض قادة الجيش. وتدخل لديه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وغيره من القادة في الشرق الأوسط، فوافق على جعل الانسحاب تدريجياً، وإطالة مدته من 30 يوماً إلى 4 شهور. وأول من أمس، أقر ترمب بأن هذا الانسحاب سيكون في صالح إيران، وقال خلال اجتماع لإدارته بحضور عدد من الصحافيين، الليلة الماضية: «أقول لكم بصدق، إن إيران تستطيع أن تفعل في سوريا ما تشاء».
الجدير ذكره أن المسؤولين في الحكومة فوجئوا عدة مرات بتصريحات وقرارات الرئيس ترمب؛ لكنهم امتنعوا عن انتقادها. وحتى عندما فوجئوا بقراره الانسحاب الأحادي من سوريا، حرص رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على تأكيد أن القرار لا يؤثر على إسرائيل وسياستها من الوجود الإيراني في سوريا. وحاول إقناع ترمب عبر محادثة هاتفية، بأن يؤجل الانسحاب ويجعله تدريجياً. وهذه أول مرة ينشر تصريح لمسؤول حكومي ينتقد ترمب.

هآرتس

الانقسام في اليمين

جدعون ليفي - محلل سياسي

أول أمس برز انشقاق آخر في اليمين الإسرائيلي: كتلة المعسكر الصهيوني انقسمت. ناشطان مركزيان من اليمين، تسيبي ليفني وآفي غباي، كلاهما من خرّيجي الليكود، فككا الشراكة بينهما. النكتة السوداء التي لا تصدّق: إسرئيل توهم نفسها أن ما جرى هو انقسام في اليسار؛ كما لو أنه يوجد بشكل جدّي معسكران في إسرائيل: يسار ويمين، وأن الصراع المحتدم بينهما هو على تشكيل وجه الدولة. هذه أوهام باطلة، أصوات متخيّلة يسمعها فقط المصاب بالفصامي. لا وجود لليسار، ولا حتى نصف يسار، هناك فقط يمين، بأشكال متعددة.
ما يجري في نظامنا السياسي قبيل الانتخابات يمكن وصفه فقط كما يلي: يمين "أ" ضد يمين "ب"، وانقسام في اليمين "ج"، وتوحيد محتمل في اليمين "د"، وانبثاق أمل جديد في اليمين "ه". في الطرف الآخر، تمثل حركة ميرتس والقائمة المشتركة، اليسار الإسرائيلي الوحيد، الأولى ضعيفة وباهتة، والثانية معزولة ومنبوذة، والاثنتان ليس لهما أي تأثير. على الرغم من ذلك يتحدثون عن "الاستقطاب" في إسرائيل، وأننا قريبون في أي لحظة من نشوب حرب أهلية. من الصعب التفكير بشيء أسخف من ذلك.
معظم زعماء الأحزاب في إسرائيل، هم خريجو الليكود: ليفني، أفيغدور ليبرمان، أيلييت شاكيد، نفتالي بينت، موشيه "بوغي" يعلون وموشيه كحلون. أيضاً أورالي ليفي أبسكيس كبرت في منزل ليكودي. يمين، وسط، ويسار مزعوم، كلهم تلقوا تعليمهم في الليكود. ولم تكن صدفة أنهم كبروا في الليكود. اليمين كان بيتهم وما يزال. هذا هو الانتصار الحاسم لليكود منذ انقلاب 1977، بعد سيطرته المفاجئة على الخريطة [السياسيةٍ] كلها. هو ما يزال يرسل أتباعه في كل اتجاه. يقف إلى جانبه، طبعاً، المستوطنون، وأيضاً الحريديم الذين تحولوا إلى يمين قومي، وفي الجانب الآخر هناك يائير لبيد وبني غانتس. هما أيضاً يمين قومي، الأول سبق أن أثبت ذلك، والثاني سيثبته قريباً؛ الاثنان متنكران. لقد سمح لبيد وغانتس للعنصريين من رامات هشارون وأمثالهم بالتمسك بقوميتهم والسماح لأنفسهم بأن يظهروا كمتنوّرين؛ وبأن يصوتوا للبيت اليهودي.
مكان هؤلاء جميعاً كان يمكن أن يكون في الليكود. حزب واحد لإسرائيل. نظام الحزب الواحد، كما في كوبا، وإيران، وكوريا الشمالية، لكن بصورة طوعية، وعن خيار. الوهم بأن إسرائيل هي "الديمقراطية الوحيدة" كذب ليس فقط بسبب الأبرتهايد - أيضاً وسط اليهود من أصحاب الامتيازات لا يوجد فعلاً تعددية حزبية. يتنافسون بأسماء متعددة من أجل الهدف عينه. كلهم يؤمنون بالشيء عينه، في كل القوائم الانتخابية، جوقة الجيش الأحمر.
مَن عارض قانون القومية، الحد الفاصل في الولاية الأخيرة للكنيست؟ حزب كاديما برئاسة ليفني سبق أن بادر إلى طرحه في الكنيست الـ18، غباي تلعثم بشأن إلغائه، لبيد قال إنه مع "قانون قومية للشعب اليهوي" فقط بصيغة أُخرى، والباقون جميعاً أيدوه. هل هناك فوارق بينهم؟ لا يوجد البتة. وطبعاً لا توجد أيضاً فوارق عميقة بارزة بشأن مسألة الاحتلال. في جميع الأحزاب باستثناء حزبين، يقولون الشيء عينه، يفكرون في شيء واحد تحديداً ويعملون بالطريقة عينها من أجل إدامته. في النهاية، وبعد كل الصيغ والمراوغات، والكلام الجميل والأقل جمالاً - كلهم مع استمرار الاحتلال. وأسفاه، كم هم معه.
يوجد 50 نوعاً من اليمين داخل الليكود وخارجه. إذا كان هذا هو الوضع، لماذا كل هذه المهزلة؟ لو كانت السياسة الإسرائيلية حقيقية، كان يتعين عليهم جميعاً أن يتنافسوا على الانتخابات الداخلية في الليكود التي ستجري على أساسها الانتخابات في إسرائيل. هل يناسب لبيد الليكود؟ كيف؟ بعنصريته؟ بعسكريته السخيفة؟ غباي؟ ليفني؟ ليفي - أبسكيس؟ شاكيد؟ يعلون؟ أيضاً غانتس، قائد عملية الجرف الصامد، هو أيضاً سيشعر أنه في بيته في الليكود أكثر من ميريتس.
في مواجهة هؤلاء كلهم لا يقف أحد ليصرخ بأن الإمبراطور عار. عندنا سياسة معاقة. ينقصها عضو حيوي لتكون حيّة، لا يوجد فيها يسار. ولا يوجد فيها من يملك شجاعة أن يقترح شيئاً مختلفاً. مع أن هذا يبدو ميؤوساً منه - ويمكن أن ينتهي بانتحار سياسي موقت - في الأمد البعيد لا يوجد سبيل آخر  للذين يريديون أن يكونوا معارضة وبديلاً. حتى الآن يوجد لدينا متنكّرون ضعفاء. فإذا كان لا بد من اليمين - لمَ لايكون اليمين الأصلي؟

معاريف

تهديدات إسرائيل بضرب لبنان تخدم فقط حزب الله

يتسحاق ليفانون - محاضر في المركز المتعدد المجالات، وسفير سابق في مصر وفي مؤسسات الأمم المتحدة في جنيف

عدم الأخذ في الاعتبار التاريخ الطائفي الحسّاس في لبنان، وعدم الفهم الدقيق للطريقة التي تُدار فيها الحياة السياسية والاجتماعية في هذه الدولة طوال عقود، كانا في أساس الأخطاء التي ارتكبناها في حرب لبنان الأولى. وفي رأيي أننا على طريق ارتكاب الأخطاء عينها.
تتنافس القيادة الإسرائيلية بين بعضها البعض بشأن مَن يعبّر بحدّة أكثر إزاء الدولة المجاورة. المتحدثون هددوا بمهاجمة البنى التحتية، أو كما قال سفيرنا في الأمم المتحدة في مناقشة خاصة في مجلس الأمن لموضوع الأنفاق: "إذا تجرأ حزب الله على مهاجمة إسرائيل - سندفنه تحت  الخراب الذي سيحيق بلبنان". هذه التهديدات ليست فقط غير قابلة للتنفيذ، هي أيضاً مؤذية.
من المشروع القول إن لبنان كدولة ذات سيادة مسؤولة عمّا يجري داخل أراضيها. ومن المشروع أيضاً مطالبتها بالعمل وفقاً لذلك. لكن تهديدها بالدمار لأن حزب الله يستغل ضعفها ليس مفيداً لنا. الرأي العام الدولي لن يتحمل ذلك، وأصدقاؤنا في العالم لن يقفوا إلى جانبنا عندما يروا الدمار ومعاناة السكان.
حزب الله هو تنظيم إرهابي وهو عدو لنا. ويجب أن نتعامل معه بهذه الطريقة من جانبنا، وأن نضربه أيضاً عند الضرورة. العالم سيفهم ذلك، لأن دولاً كثيرة اعتبرته تنظيماً إرهابياً وليست راضية عمّا يجري في لبنان.
أيضاً أغلبية الطوائف في لبنان التي تشكل نسيجاً اجتماعياً حسّاساً للغاية، تعتبر الأنفاق خطراً حقيقياً على وجود الدولة. المعسكر الدرزي بزعامة وليد جنبلاط، القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، الكتائب برئاسة سامي الجميل، ومعسكر المستقبل التابع للحريري - جميعهم يعتبرون حزب الله عاملاً سلبياً، وهم قلقون على مصير بلدهم. كلما قوّينا هذه الطوائف كلما قلّصنا تأثير حزب الله. إذا نفّذنا تهديدنا بتدمير البنية التحتية في لبنان، سندفع بأيدينا هذه الطوائف إلى أحضان حزب الله، وهي ستضطر إلى التعبير عن تأييدها له و"لبطولته" في الدفاع عن الوطن.
يتعين على إسرائيل أن تفهم هذه الحقائق، وأن تعمل بما يتلاءم معها لتعزيز الاتجاه المعادي لحزب الله الموجود داخل لبنان. والحزب، كما هو معروف، هو تنظيم ذو أهداف معادية لنا. المواجهة معه ستُستقبل بتفهُّم من الأطراف الداخلية اللبنانية وأيضاً من المجتمع الدولي. والتهديد بردّ قاصم ضده هو شرعي. لكن ليس شرعياً الرد القاسي الذي سنوجهه إلى الحكم المركزي في لبنان.
الفهم الدقيق معناه فهم الصعوبات .

نتنياهو: نقوم بتجريد حزب الله من الأنفاق


قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يعمل ضد إيران على المسار الاقتصادي، و"إسرائيل تكافح إيران على المسار العسكري".

وخاطب نتنياهو في إطار ندوة أقيمت في جامعة بار إيلان، 650 طالبا من الكلية الحربية الإسرائيلية، قائلا: "أنتم ستصبحون قادة، في صفوف جيش تابع لدولة محاطة بأعداء على عدة جبهات. نعمل بحزم ضد كل من يسعى إلى تعريضنا للخطر. هذا ما يحدث حاليا في سوريا، ضد المحاولات الإيرانية للتموضع عسكريا هناك".

وأضاف: "نجرد حزب الله من سلاح الأنفاق الإرهابية، التي أعدها من أجل مهاجمتنا. حزب الله أعد حيلة، وبحيلة من جانبنا حطمنا سلاحه المفاجئ الرئيسي، الذي خطط لاستخدامه في بداية الحرب. كما نجرد حماس من سلاح الأنفاق في قطاع غزة".

وتابع قائلا: "أكبر تهديد من قبل إيران، هو التهديد المتمثل بأسلحة نووية، تمتلكها دولة عظمى، تصرح بأنه يجب تدميرنا ومحونا من وجه الأرض. ونحن نكافح ذلك أيضا، واضطررت في بعض الأحيان، إلى مكافحة جميع زعماء العالم، ضد ما اعتبرته خطرا وجوديا، وتجب محاربة ذلك بشكل استباقي".

وأكد نتنياهو أنه عارض "بشدة" الاتفاق النووي، الذي وُقع مع إيران، وأشار إلى أن هذا الاتفاق "مهد الطريق أمام إيران، لامتلاك ترسانة من الأسلحة النووية، ليس قنبلة واحدة فحسب، بل مئات القنابل. في المقابل، ضخ هذا الاتفاق أموالا طائلة، إلى خزينة النظام الإيراني، وحولها على الفور، لتمويل عدوانه في المنطقة".

ولم ينس نتنياهو الإشادة بالرئيس الأميركي، فقال: "أصررت على إعادة تفعيل العقوبات ضد إيران، وبالفعل، اتخذ الرئيس ترمب القرار الشجاع باستئنافها".