هل من صحوة للمحافظة على الإستقلال والمحافظة على الوطن؟
 

غدًا يحلّ عيد الإستقلال، والبلد يمر في عدد من الأزمات، والتي من أهمها عدم قدرة الطبقة السياسية تشكيل حكومة لتستطيع التفرغ لمعالجة باقي الازمات، وبهذه الحالة يمكن ترداد الجملة المشهورة التي في العادة تُقال في هذه المناسبة أو في كل مناسبة مشابهة: "... بأيّ حال عدت يا عيد؟" 

فالإستقلال، بهذا الحال، إدعاء فارغ ومناسبة ما عادت تمُتّ لحقيقة واقع اللبنانيين والإستقلال بصلة.وهنا لا نحتاج إلى أن نُذكّر بانتهاكات إسرائيل اليومية، ولا بالوصايات الإقتصادية والإصلاحية للمجتمع الدولي ومؤسساته على لبنان وشروطه الصارمة قبل الإفراج عن المعونات والقروض، ولا حاجة للتذكير بالعوامل الخارجية وإنعكاسها السلبي على لبنان وخير دليل على ذلك الأزمة المُفتعلة بموضوع الحكومة، عيد الاستقلال فرحة لكن هذه الفرحة لا تمنع أن تكون هناك غصة مما هو عليه البلد اليوم، ومما كان عليه. 

إقرأ أيضًا: مصالحة القوات والمردة تنهي صراعاً امتد لأربعة عقود

البلاد نوعان: نوع يتعظ من الماضي ليتعلم منه ويبني الحاضر والمستقبل، ونوع يحنّ الى الماضي لأنه أفضل من الحاضر والمستقبل. 

لبنان من أي نوع؟  لا يختلف لبنان اليوم عن لبنان الأمس، أو عن أجزائه التي صارت كياناً واحداً لاحقاً. فلعبة الإستتباع للخارج تاريخياً عبر القناصل والمفوضين وحالياً عبر السفراء، لا يزال الأداء الأكثر حضوراً في السياسة اللبنانية.

وإذا تركنا الماضي جانباً، فإن الحاضر مليء بالتحديات والإستحقاقات، وليس من السهل على الإطلاق الخروج منها في ظل هذه الاستحقاقات، يحل عيد الاستقلال والمشهد في البلد لا يطمئن على الإطلاق: الإنتظام السياسي لم يتحقق بعد. 

إقرأ أيضًا: تعثر تأليف الحكومة مرتبط بتعقيدات المنطقة

هذا الواقع بدأت تحذر منه جهات دولية تعتبر ان لبنان لامس الخط الأحمر لجهة المخاطر، ففي الأسبوع الماضي زار لبنان نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج، وهي الزيارة الثانية له حيث كانت الأولى في مطلع الصيف الفائت. 

المسؤول المالي الدولي تحدث بصراحة، فجاء كلامه بصيغة التحذير إذ اعتبر أنه إذا بقيت الأمور كما هي ولم يتم تحريك الإصلاحات، "فمن شبه المؤكد أن أمراً ما سيحصل، لا يمكن أن أحدد وقتاً لحصوله، سواء أكان بالقريب العاجل او المتوسط ، لكنني أتوقع أن أرى أنّ هذا الأمر سيحصل ومن ناحية أخرى يعقد مجلس الامن الدولي جلسة مشاورات ، سيكون دور حزب الله في لبنان محورها من زاوية إستعراض المزاعم الاسرائيلية بوجود مخازن أسلحة تابعة للحزب في الأوزاعي ومناطق أخرى ، وتأتي جلسة الغد للإطلاع على التقرير الدوري للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول تنفيذ القرار 1701 (2006  

ولكن إلى متى سيستمر هذا الوضع"؟ 

بهذا المعنى، فإن الوضع يتأرجح بين القول: "... بأي ّحال عدت يا عيد"؟ وبين قول: "كل إستقلال والوطن بألف خير"... ولكن هل من صحوة للمحافظة على الإستقلال والمحافظة على الوطن؟